للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«٩١» قوله: ﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بفتح الياء، وضم الغين، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الغين.

«٩٢» وحجة من فتح الياء وضمّ الغين أنه نفى الغلول عن النبي، وأضاف الفعل إليه، ونفاه عنه أن يفعله، وقد ثبت أن الغلول وقع من غيره، فلا يحسن أن ينفي الغلول عن غيره، لأنه أمر قد وقع، وإنما ينفي الغلول [عنه] (١)، وهي الخيانة في المغانم. فالمعنى: ما كان لنبي أن يخان من معه في الغنيمة. وقد نفى ابن عباس القراءة بضم الياء، وقال: كيف لا يكون [له] (٢) أن يغل، وقد كان جائزا أن يقتل، قال الله: ﴿وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ﴾ «آل عمران ١١٢» قال: ولكن المنافقين اتهموا النبي في شيء فقد، فأنزل الله: ﴿وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ أي:

يخون أمته في المغانم، فنفى عنه الغلول. وروى معاذ بن جبل أن النبي كان يقرأه بفتح الياء. وبه قرأ ابن عباس.

«٩٣» وحجة من ضمّ الياء وفتح العين أنه حمله على النفي عن أصحاب النبي، أن يخونوه في المغانم، وفيه معنى النهي عن فعل ذلك، فدلّ على هذا المعنى قوله: ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ فدلّ على أنه [كان في القوم غلول تنزيها للنبي وتعظيما له أن يكون أحد من أمته نسب إليه الغلول بل هم المخطئون والمذنبون] (١)، فالمعنى: ما كان لنبي أن يغان في الغنائم، قال جابر بن عبد الله: أنزلت يوم بدر هذه الآية (٣). قال: وكان ناس غلوا فأنزلت فيهم، فلم يخونوا بعد، وقيل: إن أصله «يغلل» أي: يخون، أي:

ما كان لنبي أن يخونه أصحابه، لكن حذفت إحدى اللامات استخفافا. فالفعل على هذا منفي (٤) عن النبي كالقراءة بفتح الياء،


(١) تكملة لازمة من: ص.
(٢) تكملة موضحة من: ص.
(٣) ب: «الآيات» وتوجيهه من: ص.
(٤) ب: «ناف» وما في «ص» أوضح.