للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«١٨٩» قوله: (فنعمّا هي) (١) قرأ أبو عمرو وأبو بكر وقالون بإخفاء حركة العين، وكسر النون، ومثله في النساء. وقرأ ابن كثير وحفص وورش بكسر النون والعين، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بكسر العين، وفتح النون فيهما.

«١٩٠» وحجة من قرأ بكسر النون والعين أن الأصل فيه «نعم» بفتح النون، وكسر العين، لكن حرف الحلق، إذا كان عين الفعل، وهو مكسور أتبع بما قبله، فكسر لكسرة، يقولون: شهد وشهد، ولعب ولعب، فقالوا في «نعم»: نعم، وهي لغة هذيل (٢).

«١٩١» وحجة من فتح النون وكسر العين أنه أتى بالكلمة على أصلها، والأصل «نعم» كما قالوا: شهد ولعب، فتركوا الأول على فتحه.

«١٩٢» وحجة من أخفى حركة العين، أنه كسر النون لكسرة العين وأسكن العين استخفافا، لتوالي كسرتين، فلمّا اتصل الفعل ب «ما» وأدغمت الميم في الميم، ثقلت الكلمة بالكسرتين والإدغام، وطالت، فلم يمكن إسكان العين للتخفيف، لئلا يجتمع ساكنان: العين وأول المدغم، فأخفى كسرة العين استخفافا، والذي خفيت حركته في الوزن والحكم كالمتحرك، إلا أنه أخفّ من المتحرك. وقد روي عن أهل الإخفاء الاختلاس، وهو حسن. وروي الإسكان للعين، وليس بشيء، ولا قرأت به، لأن فيه جمعا بين ساكنين، ليس الأول حرف مدّ ولين، وذلك غير جائز عن أحد من النحويين (٣).

«١٩٣» قوله: ﴿وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ﴾ (٤) قرأه ابن عامر وحفص بالياء، وقرأ


(١) سيأتي ذكره في سورة الشعراء، الفقرة «١٠».
(٢) كتاب سيبويه ٢/ ٣٠٥، ٣١٠
(٣) التبصرة ٥٧ /أ، والتيسير ٨٤، والنشر ٢/ ٢٢٨، والحجة في القراءات السبع ٧٨، وزاد المسير ١/ ٣٢٥، وتفسير النسفي ١/ ١٣٦، ومغني اللبيب ٣٤٥، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٦ /أ، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٢٩ /أ.
(٤) سيأتي ذكر نظيره في آل عمران، الفقرة «٣٥ - ٣٧» وسورة التغابن، الفقرة «١».