سفيان بن وكيع وهو ضعيف، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مرسلاً، قال الدارقطني: وهو أصح، ثم رواه الترمذي من طريق الحذاء عن أبي قلابة عن أنس مرفوعاً نحوه، وقال: إنه حسن صحيح، وهو المشهور. ومن الوجه الثاني أخرجه أحمد والطيالسي في مسنديهما، والنسائي وابن ماجه وآخرون، منهم الضياء في المختارة، وصححه ابن حبان، والحاكم، والترمذي، وفي لفظ للحاكم: أفرض أمتي زيد، وصححها أيضاً، والحديث أعل بالإرسال، وسماع أبي قلابة من أنس صحيح، إلا أنه قيل: إنه لم يسمع منه هذا، وقد ذكر الدارقطني في العلل الاختلاف فيه على أبي قلابة ورجح هو وغيره كالبيهقي والخطيب في المدرج أن الموصول منه ذكر أبي عبيدة والباقي مرسل، ورجح ابن المواق وغيره رواية الموصول، وليس عند واحد منهم: وأقضاهم علي، وفي الباب عن جابر عند الطبراني في ترجمة علي بن جعفر من معجمه الصغير وعن أبي سعيد عند قاسم بن أصبغ عن ابن أبي خيثمة، وعند العقيلي في الضعفاء عن علي بن عبد العزيز، كلاهما عن أحمد بن يونس عن سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق عنه، وزيد وسلام ضعيفان، وعن ابن عمر عند ابن عدي في ترجمة كوثر بن حكيم وهو متروك، وله طريق أخرى في مسند أبي يعلى من طريق ابن البيلماني عن أبيه عنه، وأورده ابن عبد البر في الاستيعاب من طريق أبي سعد البقال عن شيخ من الصحابة يقال له محجن أو أبو محجن، قلت: وقد اختص الصديق ﵁ بما لم يزاحمه فيه غيره من سائر الصحابة، ولذا من قدم غيره عليه فقد أزرى بسائرهم، ولا متمسك في هذا الحديث له كما بينته في بعض تصانيفي.
٨٨ - حديث: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود والترمذي وآخرون، كلهم من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعاً بهذا، في حديث. وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، وصححه الحاكم، وكان ذلك باعتبار ماله من المتابعات والشواهد، وإلا فأبو قابوس لم يرو عنه سوى ابن دينار ولم يوثقه سوى ابن حبان على قاعدته في توثيق من لم يجرح، ومن شواهده ما رواه أحمد وعبد في مسنديهما والطبراني وآخرون من طريق حبان بن زيد الشرعبي عن عبد اللَّه بن عمر [*] مرفوعاً:
[*] (تعليق الشاملة): كذا في المطبوع، والصواب: «عبد الله بن عمرو»