للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) وقال تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: ٣] (٢) وقال جل ثناؤه: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: ٢٣] (٣) .

هذا الرب الإله الحكيم القادر الذي عرف عباده بنفسه، وأقام لهم آياته شواهد وبينات، ووصف نفسه بصفات الكمال دلت على وجوده وربوبيته وألوهيته الشرائع النبوية، والضرورة العقلية، والفطرة الخلقية، وأجمعت الأمم على ذلك، وسأبين لك شيئا من ذلك فيما يلي، فأما أدلة وجوده وربوبيته فهي:

١ - خلق هذا الكون وما فيه من بديع الصنع: يحيط بك أيها الإنسان هذا الكون العظيم ويتكون من سماوات وكواكب ومجرات، وأرض ممدودة فيها قطع متجاورات يختلف ما ينبت فيها باختلافها، وفيها من كل الثمرات، ومن كل المخلوقات تجد زوجين اثنين. . فهذا الكون لم يخلق نفسه، ولا بد له من خالق حتما، لأنه لا يمكن أن يخلق نفسه، فمن الذي خلقه على هذا النظام البديع؟ وأكمله هذا الكمال الحسن؟ وجعله آية للناظرين إلا الله الواحد القهار


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.
(٢) سورة غافر، الآية: ٣.
(٣) سورة الحشر، الآية: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>