تحريف، ولم يدخله زيادة، إذ حرص المسلمون على أن يبقى القرآن الكريم خالصا من كل شائبة، فلم يخلطوه بغيره من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو سيرة الصحابة رضي الله عنهم، أو تفسير القرآن الكريم، أو أحكام العبادات والمعاملات.
٢ - أن الكتب القديمة لا يعرف لها اليوم سند تاريخي، بل بعضها لا يعرف على من نزلت، ولا بأي لغة كتبت، بل قسم منها نسب إلى غير من جاء به.
أما القرآن فنقله المسلمون عن محمد صلى الله عليه وسلم نقلا متواترا شفهيا وكتابيا، ولدى المسلمين في كل عصر ومصر آلاف الحفاظ لهذا الكتاب، وآلاف النسخ المكتوبة منه، وما لم تتفق النسخ الشفهية منه مع النسخ المكتوبة فلا يعتد بالنسخ المخالفة، فلا بد أن يتفق ما في الصدور مع ما في السطور.
وفوق ذلك فإن القرآن نقل نقلا شفهيا لم يحظ به أي كتاب من كتب الدنيا، بل لم توجد صورة هذا النقل إلا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وطريقة هذا النقل: أن يحفظ الطالب القرآن على شيخه حفظا عن ظهر قلب، وشيخه قد حفظه على شيخه، ثم يمنح الشيخ تلميذه شهادة تسمى " إجازة " يشهد فيها الشيخ بأنه أقرأ تلميذه ما قرأه هو على مشايخه شيخا بعد شيخ، كل منهم يسمي شيخه باسمه إلى أن يصل السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا يتسلسل السند الشفهي من الطالب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.