للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويرفع صوتَه مقدار طاقته، ولا يُجهِد نفسَه؛ لئلَّا ينضرَّ (١)، ما لم يؤذِّن لنفسه أو لجماعة حاضرين، وتُكرَه الزِّيادة، وعنه: التَّوسُّط أفضل.

(وَيَجْعَلُ إِصْبَعَيْهِ)؛ أي: سبَّابتَيه (فِي أُذُنَيْهِ)، هذا هو المذهب، قال التِّرمذي: (والعمل عليه عند أكثر أهل العلم)؛ لما روى أبو جُحَيفةَ: «أنَّ بلالًا وضع أصبعَيه في أذنَيه» رواه أحمد والتِّرمذي وصحَّحه، وأمر بلالًا بذلك، وقال: «إنَّه أرفَعُ لصوتِك» رواه ابن ماجه (٢).

وعنه: يَضُمُّ أصابعَه إلى راحتَيه، ويجعلهما على أذنيه، وهو اختيارُ ابن عبدوس وابن البنَّاء وصاحب «البُلغة» فيها، رواه أحمد عن أبي محذورة (٣)، وعن ابن عمر: «أنَّه أمر مؤذِّنًا بذلك» رواه أبو حفص (٤).

وعنه: يبسُط أصابعَه مضمومةً على أذنيه، جزم به في «التَّلخيص»، زاد السَّامَرِّيُّ عليها: دون الإبهام والرَّاحة، وقدَّمه في «الرِّعاية».


(١) في (و): يتضرر.
(٢) أخرجه أحمد (١٨٧٥٩)، والترمذي (١٩٧)، وابن ماجه (٧١٠)، وهو حديث صحيح، وزيادة ابن ماجه ضعيفة، فيها عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ، وهو ضعيف كما في التقريب. ينظر: الإرواء ١/ ٢٤٨ - ٢٤٩.
(٣) لم نقف عليه، وقال في المغني ١/ ٣٠٧: (روى أبو طالب عن أحمد أنه قال: أحب إليَّ أن يجعل يديه على أذنيه، على حديث أبي محذورة. وضمَّ أصابعه الأربع ووضعها على أذنيه، وحكى أبو حفص عن ابن بطة، قال: سألت أبا القاسم الخرقي عن صفة ذلك؟ فأرانيه بيديه جميعًا، فضم أصابعه على راحتيه، ووضعهما على أذنيه)، وقال الزركشي في شرح الخرقي ١/ ٥١٢: (يروى عن أبي محذورة، حكاه عنه أحمد)، مما يشعر بعدم وقوفه عليه.
(٤) لم نقف عليه مسندًا، وقد ذكره في المغني ١/ ٣٠٧، قال: (روى أبو حفص بإسناده عن ابن عمر، أنه كان إذا بعث مؤذنًا يقول له: «اضمم أصابعك مع كفيك، واجعلها مضمومة على أذنيك»).
وقد روي عن ابن عمر خلاف ذلك: أخرج عبد الرزاق (١٨١٦)، وابن أبي شيبة (٢١٨٥)، عن الثوري عن نسير بن ذعلوق قال: «رأيت ابن عمر يؤذن وهو راكب. قال: قلت له: أواضع إصبعيه في أذنيه؟ قال: لا»، ولا بأس بإسناده.