للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يحتمله (١) كلام المؤلِّف.

(عَلَى مَوْضِعٍ عَالٍ)؛ أي: مرتفِع؛ كالمنارة ونحوها؛ لحديثٍ رواه أبو داود (٢)، ولأنَّه أبلغ في الإعلام، فلو خالف؛ صحَّ وكُره؛ كالخُطبة.

(مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ)؛ لما روى أبو داود مرسلًا: «أنَّ الذي رآه عبد الله بن زيد استقبل وأذَّن» (٣)، وحكى ابن المنذر الإجماع على أنَّه من السُّنَّة (٤)، ولأنها أشرف الجهات، فلو خالف فكالذي قبله.

(فَإِذَا بَلَغَ الْحَيْعَلَةَ) وهي كلمة مولَّدة ليست من كلام العرب، كما يقال: بَسْمل، وسَبْحل، وهَيْلل ونحوها (٥)؛ (الْتَفَتَ) برأسه وعنقه وصدره، وظاهر «المحرَّر»: أنَّه لا يلتفت بصدره، (يَمِينًا وَشِمَالًا)؛ فيقول يمينًا: حيَّ على


(١) في (أ): يحمله.
(٢) أخرجه أبو داود (٥١٩)، عن عروة بن الزبير، عن امرأة من بني النجار قالت: «كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينظر إلى الفجر، فإذا رآه تمطى … » الحديث، وبوَّب عليه أبو داود بقوله: (باب الأذان فوق المنارة)، وفي سنده ابن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعنه.
وورد من طريق أخرى عند ابن سعد في الطبقات (٨/ ٤٢٠)، وفيه بيان اسم المرأة وهي: النوار أم زيد بن ثابت بنحوه، وحسنه ابن دقيق العيد والألباني. ينظر: نصب الراية ١/ ٢٨٧، الإرواء ١/ ٢٤٦.
(٣) أخرجه أحمد (٢٢١٢٤)، وأبو داود (٥٠٧)، من طريق المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل ، ولفظه عند أبي داود: «قال: فجاء عبد الله بن زيد، رجل من الأنصار، وقال فيه: فاستقبل القبلة، قال: الله أكبر الله أكبر … » الحديث، وفي سنده عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي، وهو صدوق اختلط قبل موته، وروى عنه يزيد بن هارون وروايته بعد الاختلاط، وهو أيضًا منقطع؛ لأن ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل ، وله طرق أخرى، وصححه ابن دقيق العيد والألباني. ينظر: صحيح ابن خزيمة (٣٨٤)، التلخيص الحبير ٢/ ١٠٩، صحيح أبي داود ٢/ ٤٢٥.
(٤) ينظر: الإجماع ص ٣٨.
(٥) قوله: (ونحوها) سقط من (أ).