للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الدين (١) الحالِّ والمؤجَّل؛ لأنَّ الجهادَ يُقصَد منه الشَّهادة، وبها تفوت النَّفس، فيفوت الحقُّ بفواتها.

وفي «الرِّعاية» وجْهٌ: لا يَستأذِن مع تأجيله؛ لأنَّه لا يتوجَّه إليه الطَّلَبُ به (٢) إلاَّ بعد حلوله.

وظاهِرُه: أنَّه إذا كان له وفاءٌ؛ فله أن يجاهِدَ بغير إذْنٍ، نَصَّ عليه (٣)؛ لأنَّ عبدَ الله بنَ حَرامٍ والدَ جابِرٍ خرج إلى أُحُدٍ، وعليه دُيونٌ كثيرة (٤) فاستُشْهِد، وقضى عنه ابنُه (٥)، مع علمه من غير نكيرٍ، وفي معناه: إقامةُ الكفيل أو توثُّقُه برَهْنٍ؛ لعدم (٦) ضياع حقِّ الغريم بتقدير قَتْلِه.

(وَلَا مَنْ أَحَدُ أَبَوَيْهِ مُسْلِمٌ) في قَولِ أكثرِ العلماء؛ لِمَا رَوَى عبدُ الله بن عَمْرو بن العاص قال: جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ فقال: يا رسول الله أُجاهِدُ؟ فقال: «ألك (٧) أبَوانِ؟» قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهِدْ» (٨)، وروى البخاريُّ معناه من حديث ابنِ عُمَرَ (٩)، وروى أبو داودَ عن أبي سعيدٍ: أنَّ


(١) قوله: (الدين) سقط من (ح).
(٢) قوله: (به) سقط من (ح).
(٣) ينظر: مسائل ابن هانئ ٢/ ٩٦.
(٤) في (ح): كثير.
(٥) قصّة قضاء جابرٍ دينَ والده عبد الله : أخرجها البخاري (٢٣٩٦، ٢٧٨١).
(٦) في (ح): لعموم.
(٧) في (أ): لك.
(٨) أخرجه البخاري (٥٩٧٢)، ومسلمٌ (٢٥٤٩).
(٩) لم نجد في صحيح البخاري حديثًا لابن عمر بمعنى هذا الحديث. وحديث: «ففيهما فجاهِدْ»، أخرجه الشيخان-كما تقدّم- وأحمد والثلاثة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، وهو مشهور بذلك، لكن جعله بعض الرواة من حديث ابن عمر ، إلاّ أنّ الأئمة حكموا على روايتهم بالخطأ والغلط، فأخرجه الطبراني في الأوسط (٢٣١٠) من طريق رباح بن زيد، عن معمر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر به قال أبو نعيم الأصبهاني: (كلّهم عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو) به مرفوعًا، ثمَّ قال: (ورواه معمر، عن حبيب، فخالف الجماعة) أي في جعله من حديث عبد الله بن عمر. وبنحوه قال الطبراني. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٣٨٣٧)، وعنه الضياء في المختارة (٢٥٧)، من طريق عمرو بن محمَّد العَنْقَزي، حدثنا سُفْيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر به. قال الضّياء مشيرًا بخطأ العَنْقَزي: (رُويَ في الصّحيحين من رواية سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن السائب بن فروخ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص). ورواه الحسن بن قتيبة الخزاعي عن معمر واضطرب فيه، وخالف أصحابَ مسعر: فأخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ٦٦)، عنه عن مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمر به. ورواه مرة أخرى كما في الحلية (٥/ ٦٣)، عن مسعر، عن محمد بن جحادة، عن أنس بن مالك به نحوه. والحسن بن قتيبة: متروك، وأعله أبو نعيم.