قال الحافظ العراقي ـ رحمه الله تعالى ـ:
وسَمِّ بالمقطوع قَول التابعي ... وفعله، وقد رأَى للشافعي
تعبيره به عن المنقطعِ ... قُلْت وعكسه اصطلاح البردعي
فلو جئت لحديث منقطع وقلت هو مقطوع فلا أحد يقول لك هذا غلط لا مشاحة في الاصطلاح، فكل حديث منقطع يصح أن تقول عنه أنه مقطوع لكن ليس عليه الاصطلاح، ولو جئت لحديث مرسل وقلت هذا مقطوع لا إشكال، لكنك تكلمت بغير الكلام المفهوم باصطلاح المحدثين لكن أنت مسبوق بذلك.
[(الحديث المسند)]
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ:
والمسند المتصل الإسناد من ... راويه حتى المصطفى ولم يبن
انتقل المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ إلى القسم السادس وهو (الحديث المسند) .
مسند: اسم مفعول من أسْنَدَ يُسْنِدُ إسناداً فهو مُسنَد، فالمؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر المسمى وهو المسند، وذكر التعريف، وهو قسم من أقسام الحديث.
والمسند: "هو ما اتصل إسناده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير انقطاع "، كما عرّفه المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ وهو الصحيح.
فقولنا " ما اتصل إسناده "، أخذناه من قول المؤلف "المتصل الإسناد ".
وقولنا " إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، أخذناه من قول المؤلف " حتى المصطفى ".
وقولنا " من غير انقطاع "، أخذناه من قول المؤلف " ولم يَبِنْ "، من بانَ يبِينُ أي انقطع.
مسألة: هل قولنا "هو ما اتصل إسناده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير انقطاع" هو تعريف المرفوع؟
أما على كلام المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فلا، لأنه قال في المرفوع " وما أضيف للنبي المرفوع "، فلم يذكر الاتصال.
أما على القول الثاني: الذي ذكرناه في المرفوع وهو قولنا " أن ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شرطه أن يرفعه الصحابي "ً فاشترطنا الاتصال والرفع، على هذا التعريف يكون المسند هو المرفوع.
فحديث (إنما الأعمال بالنيات) ماذا نصِفُه؟