قلت: وهذا القول ذكره السخاوي كأنه أخذه عن الذهبي، فإنه ذكر سعيدًا في "الميزان" (٢/ ١٣٩ - ١٤٠ رقم ٣١٨٧) وقال: ((ثقة حجة، شاخ، ووقع في الهرم، ولم يختلط))، ثم ذكر قول من رماه بالاختلاط، فتعقبه بقوله: ((ما أحسب أن أحدًا أخذ عنه في الاختلاط؛ فإن ابن عيينة أتاه فرأى لعابه يسيل، فلم يحمل عنه))، وفي "سير أعلام النبلاء" (٥/ ٢١٧) قال: ((ما أحسبه روى شيئًا في مدة اختلاطه، وكذلك لا يوجد له شيء منكر))، وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص ٤٠٥): ((مجمع على ثقته، لكن كان شعبة يقول: حدثنا سعيد المقبري بعد أن كبر، وزعم الواقدي أنه اختلط قبل موته بأربع سنين، وتبعه ابن سعد ويعقوب بن شيبة وابن حبان، وأنكر ذلك غيرهم، وقال الساجي عن يحيى بن معين: أثبت الناس فيه ابن أبي ذئب، وقال ابن خراش: أثبت الناس فيه الليث بن سعد. قلت: أكثر ما أخرج له البخاري من حديث هذين عنه، وأخرج أيضًا من حديث مالك وإسماعيل بن أمية وعبيد الله بن عمر العُمري، وغيرهم من الكبار، وروى له الباقون، لكن لم يخرجوا من حديث شعبة عنه شيئًا)). اهـ. (٣) قال الخطابي في "غريب الحديث" (١/ ١٩٩): ((قوله: إن للقرآن شِرَّة، معناه: إن للقاري المبتدئ فيه رغبة ونشاطًا، ومنه: شِرَّة الشباب، وهي: مَيْعَتُه ونشاطه … ، والمعنى: مَدْح الاقتصاد في القراءة والأمر بالمواظبة عليه)). اهـ. (٤) أي: هَلْكَى. انظر "غريب الحديث" للخطابي (١/ ٢٠٠). =