فأما الذين قرؤوه بالفتح من الحرفين والتخفيف؛ فإنه وجّهوا تأويله إلى الجَمَل المعروف وكذلك فسروه … وأما الذين خالفوا هذه القراءة فإنهم اختلفوا. فروي عن ابن عباس في ذلك روايتان: إحدهما الموافقة لهذه القراءة وهذا التأويل … ))، ثم ذكر عن ابن عباس ما يوافق قول ابن عباس من أنه الجمل ذو القوائم، ثم ذكر عنه الرواية الأخرى التي هنا، وكذا سعيد بن جبير، وعن عكرمة رواية واحدة، ثم قال: ((والصواب من القراءة في ذلك عندنا: ما عليه قَرَأَةُ الأمصار، وهو: {حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخياط} - بفتح الجيم والميم - من الجَمَل وتخفيفها … ؛ لأنها القراءة المستفيضة في قَرَأَة الأمصار، وغير جائز مخالفة ما جاءت به الحجة متفقة عليه من القراءة)). اهـ. (٢) الجُمَّلُ هي الحبال الغليظة المجموعة، يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجل، وهي التي تستعمل للسفن وتسَمَّى: القُلُوس، واحدها قَلْس، قال الأزهري: ((كأن الجمل الغليظ سمي جِمَالة، لأنها قوى كثيرة جمعت فأُجملت جملة)). انظر "لسان العرب" (١١/ ١٢٣ - ١٢٤). ٩٤٩ - سنده ضعيف لما تقدم عن حال هشيم ومغيرة في التدليس، ولكنهما لم ينفردا به كما سيأتي، فهو حسن لغيره من طريق مجاهد، وصحيح لغيره عن ابن عباس. =