للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(باب ما جاء في اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بوقعة بدر واستغاثته بالله عز وجل ونزوله معممة القتال بنفسه وشجاعته واتقاء المحاربين به وتأييد الله له بالملائكة) (عن ابن عباس) (١) أن رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم قال وهو في قبة (٢) يوم بدر اللهم اني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم فأخذ ابو بكر بيده فقال حسبك يا رسول الله لقد الححت علي ربك وهو يثب في الدرع وهو يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر (٣)


لكم أن تخرج قبل هذا العير لعل الله يغنمناها؟ فقلنا نعم، فخرج وخرجنا فلما سرنا يوما أو يومين قال لنا ما ترون في القوم فانهم قد أخبروا بمخرجكم؟ فقلنا لا والله ما لنا طاقة بقتال القوم ولكنا أردنا العير، ثم قال ما ترون في قتال القوم؟ فقلنا مثل ذلك، فقام المقداد بن عمرو فقال اذا لا نقول لك يا رسول كما قال قوم موسي لموسي (اذهب أنت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون) قال فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا مثل ما قال المقداد أحب الينا من أن يكون لنا مال عظيم فأنزل الله عز وجل (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) وذكر تمام الحديث اه
{سبب غزوة بدر الكبري}
أما سبب غزوة بدر فاليك تلخيصه علي ما ذكره ابن اسحاق وغيره ان النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع بابي سفيان صخر بن حرب شرع في تجارة الي الشام معه ثلاثون أو أربعون رجلا، فلما فاتته في ذهابها طمع بها في ايابها وجعل العيون عليها، فحين جاءه عينه بسبة (بموحدتين مفتوحتين بينها سين مهملة ساكنة أو بسبة بضم الموحدة وفتح المهملتين بينهما تحتية ساكنة مصغرا) وتقدم حديث بسبة وانه جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره بخبر العير فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن خف معه من المسلمين واستعمل علي الصلاة ابن أم مكتوم وعلي المدينة أبا لبابة كما تقدم، ودفع لواءه وكان أبيض الي مصعب بن عمير العبدي وكان له رايتان سوداوان أحداهما مع علي رضي الله عنه والأخري بيد رجل من الأنصار، ثم إن أبا سفيان لما قارب الحجاز اشتد خوفه وجعل يتجسس الأخبار، فلما أخبر بمخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث الي قريش يستنفرهم فأوعبت قريش في الخروج فلم يتخلف من بطونها إلا بنو عدي ولا من أشرافها الا أن أبا لهب استأجر مكانه العاص بن هشام بن المغيرة فقتل العاص فيمن قتل، ولم تمتد حياة أبي لهب بعده: رماه الله بالعدسة بعد مصاب أهل بدر بليال كما تقدم ذلك في تفسير سورة تبت يدا أبي لهب في الجزء الثامن عشر ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض الطريق وصح له نفير قريش بهذه الكثرة استشار أصحابه في طلب العير وحرب النفير وكانت العير أحب اليهم كما قال الله تعالي
(وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) فتكلم المقداد بما تقدم في هذا الحديث فأحسن القول وأجاده وتكلم أيضا سعد بن عبادة بما يحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخ ما تقدم والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا عفان ثنا وهيب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (٢) هو العريش الذي بناه له سعد بن عبادة عندما نزولوا ببدر وتقدم ذكره في شرح حديث أنس في باب ارساله - صلى الله عليه وسلم - بسبسة عينا الخ (٣) قال الحافظ ابن كثير في تاريخه هذه الآية مكية وقد جاء تصديقها يوم بدر كما رواه ابن أبي حاتم حدثني أبي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد عن أيوب عن عكرمة قال لما نزلت (سيهزم الجمع ويولون الدبر) قال عمر أي جمع يهزم وأي جمع يغلب؟ قال عمر فلما كان يوم بدر رأيت الله - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع وهو يقول سيهزم الجمع ويولون

<<  <  ج: ص:  >  >>