الفداء (عن أنس بن مالك)(١) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاور الناس يوم بدر فتكلم ابو بكر فاعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه (٢) فقالت الأنصار يا رسول الله إيانا تريد؟ فقال المقداد ابن الأسود (وفي رواية سعد بن عبادة)(٣) يا رسول الله والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر (٤) لأخضناها ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها (٥) إلي برك الغماد فعلنا فشأنك يا رسول الله فندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه (٦) فانطلق حتي نزل بدراً وجاءت روايا قريش (٧) وفيهم غلام لبني الحجاج أسود فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه عن أبي سفيان وأصحابه؟ فقال أما أبو سفيان فليس لي به علم ولكن هذه قريش وأبو جهل وأمية بن خلف قد جاءت، فيضربونه فاذا ضربوه قال نعم هذا أبو سفيان، فاذا تركوه فسألوه عن أبي سفيان قال مالي بأبي سفيان من علم ولكن هذه قريش قد جاءت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فانصرف (٨) فقال إنكم لتضربونه اذا صدقكم وتدعونه إذا كذبكم: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده فوضعها فقال هذا مصرع فلان غدا وهذا مصرع فلان غدا إن شاء الله تعالي: فالتقوا فهزمهم الله عز وجل فو الله ما أماط (٩) رجل منهم عن موضع كفي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فخرج اليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ثلاثة أيام وقد جيفوا (١٠) فقال يا أبا جهل يا عتبة يا شيبة يا أمية قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقا. فاني قد وجدت ما وعدني ربي حقا. فقال له عمر يا رسول الله تدعوهم بعد ثلاثة أيام وقد جيفو؟ فقال ما أنتم باسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون جوابا، فامر بهم فجروا بارجلهم فألقوا في قليب بدر (١١)
وهذا غريب وفي اسناده ضعف ولو صح لكان فيه تقوية لما تقدم من الأقوال ويؤيدها قراءة من قرأ (بالف من الملائكة مردفين) بفتح الدال والله أعلم (١) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (٢) انما اعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لانه كان يقصد بالمشاورة اختيار الأنصار لانه لم يكن بايعهم علي ان يخرجوا معه للقتال وطلب العدو، وانما بايعهم علي أن يمنعوه ممن يقصده، فلما عرض الخروج لعير أبي سفيان أراد أن يعلم انهم يوافقون علي ذلك قاله النووي (٣) سعد بن عبادة من سادة الأنصار وجيه فيهم فأجاب أحسن جواب بالموافقة (٤) يعني الخيل (لأخضناها) أي لو أمرتنا بادخال خيولنا في البحر وتمشينا اياها فيه لفعلنا (٥) كناية عن ركضها: فان الفارس اذا أراد ركض مركوبه يحرك رجليه من جانبيه ضاربا علي موضع كبده (وقوله الي برك الغماد) قال في القاموس (برك الغماد) موضع أو هو أقصي معمور الأرض (٦) أي دعاهم ووجهم (٧) أي ابلهم التي كانوا يستقون عليها فهي الأبل الحوامل للماء واحدتها رواية كما في النهاية (٨) قال النووي فيه استحباب تخفيفها إذا عرض أمر في أثنائها (٩) أي ما عدل ففيه معجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم - (١٠) أي انتنوا (١١) القليب البئر التي لم تطو أي لم تبن (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للامام أحمد ثم قال ورواه مسلم عن أبي مسلم عن أبي بكر عن عفان به نحوه، قال وقد روي بن أبي حاتم في تفسيره وابن مردويه واللفظ له من طريق عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم عن أبي عمران أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بالمدينة إني أخبرت عن عير أبي سفيان انها مقبلة فهل