للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالوا يا رسول الله والله لانكون كما قالت بنو اسرائيل لموسي عليه السلام أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن والله لو ضربت أكباد الأبل حتي تبلغ برك الغماد لكنا معك (باب ما جاء في إرساله - صلى الله عليه وسلم - بسبسة عينا ينظر ما فعلت عير أبي سفيان ثم الإذن بالقتال) (عن ثابت عن أنس) (١) قال بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبسة عينا (٢) ينظر ما فعلت عير أبي سفيان فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا أدري ما استثني بعض نسائه فحدثه الحديث، قال فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم فقال ان لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا، فجعل رجال يستأذنونه في ظهر لهم في علو المدينة قال لا إلا من كان ظهره حاضرا، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتي سبقوا المشركين الي بدر (٣) وجاء المشركون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتقدمن أحد منكم حتي أكون أنا أوذنه، فدنا المشركون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدموا إلي جنة عرضها السموات والأرض؟ قال نعم فقال بخ بخ (٤) فقال رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم ما يحملك علي قولك بخ بخ قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء ان اكون من أهلها، قال فانك من أهلها، قال فاخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتي آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال ثم رمي بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل


من كتاب أحاديث الأنبياء في الجزء العشرين صحيفة ٩٧ رقم ٥٨ وسيأتي نحوه من طريق ثابت عن أنس بأطول من هذا في باب سياق القصة والله الموفق (باب) (١) (سنده) حدثنا هاشم ثنا سليمان عن أنس (يعني ابن مالك الخ) (غريبه) (٢) أي جاسوسا قال الحافظ في الاصابة بسبسة بن عمر بن ثعلبة وهو بموحدتين مفتوحتين بينهما مهملة ساكنة ثم مهملة مفتوحة ويقال له بسبس بغير هاء، وهو قول ابن اسحاق وغيره، شهد بدرا باتفاق، ووقع ذكره في صحيح مسلم من حديث انس قال بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فذكر الحديث في وقعة بدر، وحكي عياض انه في مسلم بموحدة مصغرا اه (٣) جاء عند ابن اسحاق أن سعد بن معاذ قال يا نبي الله الا نبي لك عريشا تكون فيه ونعد عندك ركائبك ثم نلقي عدونا فان أعزنا الله وأظهرنا علي عدونا كان ذلك ما أحببنا، وان كانت الأخري جلست علي ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد حبا لك منهم، ولو ظنوا انك تلقي حربا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك، فأثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرا ودعا له بخير، ثم بني لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عربشا كان فيه (٤) هي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشئ وتكرر للمبالغة وهي مبنية علي السكون، فان وصلت جررت ونونت فقلت بخ بخ (نه) (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للامام احمد ثم قال ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وجاعة عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن سليمان بن المغيرة، وقد ذكر ابن جرير أن عميرا
قاتل وهو يقول:
ركضا الي الله بغير زاد ... الا التقي وعمل المعاد ... والصبر في الله علي الجهاد
وكل زاد غرضه النفاد ... غير التقي والبر ... والرشاد

<<  <  ج: ص:  >  >>