(باب ما جاء في تحويل القبلة الي الكعبة في السنة الثانية من الهجرة)(عن البراء بن عازب)(١) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل علي أجداده أو أخواله من الأنصار وأنه صلي قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلي أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلي معه قوم، فخرج رجل ممن صلي معه فمر علي أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مكة قال فدارو اكماهم قبل البيت وكان يعجبه أن يحول قبل البيت، وكان اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل المقدس وأهل الكتاب، فلما ولي وجهه قبل البيت انكروا ذلك (عن عائشة رضي الله عنها)(٢) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها إنهم (يعني اليهود) لا يحسدونا علي شئ كما يحسدونا علي يوم الجمعة التي هدانا الله بها وضلوا عنها وعلي القبلة التي هدانا الله بها وضلوا عنها، وعلي قولنا خلف الامام آمين (باب ما جاء في فريضة صوم رمضان في الثانية أيضا قبل وقعة بدر (عن معاذ بن جبل)(٣) قال أحيلت الصلاة
(باب) (١) (عن البراء بن عازب الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من أبوابه القبلة من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة ١١٥ رقم ٤٢١ فارجع اليه وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما (٢) (عن عائشة الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه في باب ما يقال في رد السلام علي أهل الكتاب من كتاب السلام والأستئذان في الجزء السابع عشر صحيفة ٣٤٠ رقم ٣٤ ولم اقف عليه لغير الامام احمد، واورده الهيثمي وقال رواه احمد وفي اسناده علي بن عاصم شيخ احمد وقد تكلم فيه بسبب كثرة الغلط والخطأ، قال احمد أما أنا فأحدث عنه وحدثنا عنه وبقية رجال ثقات (قال ابن اسحاق) بعد غزوة عبد الله بن جحش ويقال صرفت القبلة في شعبان علي رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وحكي هذا القول ابن جرير من طريق السدي فسنده عن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة، قال الجمهور الأعظم انما عرفت في النصف من شعبان (قال الحافظ ابن كثير) وفي هذا التحديد نظر اه (وفي بهجة المحافل) قال وفيها يعني في السنة الثانية حولت القبلة وكان تحويلها في صلاة الظهر يوم الثلاثاء نصف شعبان وقيل في رجب علي رأس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا من الهجرة، وكان ذلك في منازل بني سلمة: وذلك ان النبي - صلى الله عليه وسلم - زار امرأة منهم يقال لها أم بشر وصنعت له طعاما فجاءت صلاة الظهر فصلي بهم وأنزل عليه وهو راكع في الثانية قوله تعالي (قد نري تقلب وجهك في السماء الآية) فاستدار - صلى الله عليه وسلم - واستدارت الصفوف خلفه وتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، ثم صلي ما بقي من صلاته الي الكعبة ولم يستأنف، فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين، وأخبر أهل مسجد قباء بذلك وهم في صلاة الصبح فاستدارو اكماهم الي الكعبة، قال ولما حولت القبلة (يعني الي الكعبة) وقع في ذلك القالة من اليهود وارتد من رق إيمانه وقالوا رجع محمد الي دين آبائه ونزل في ذلك قوله تعالي (وماجعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه وان كانت (أي التحويلة) لكبيرة الا علي الذين هدي الله) وكان قد مات علي القبلة الأولي ناس من المسلمين فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حالهم في صلاتهم، قال فنزل قوله تعالي (وما كان الله ليضيع إيمانكم ان الله بالناس لرءوف رحيم) (باب) (٣) (عن معاذ)