للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفيئ إذ ذاك من أخذ شيئا فهو له، فانطلقنا الي العير وانطلق أصحابنا الي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه الخبر فقام غضبانا (١) محمر الوجه فقال ذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين؟ انما اهلك من كان قبلكم الفرقة، لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم أصبركم علي الجوع والعطش فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي، فكان أول أمير أمر في الاسلام (٢)


وهي القوة، أي منعونا بقوتهم ممن يريدنا بسوء (١) هكذا بالأصل مصروفا والقواعد تفيد عدم صرفه فالله أعلم (٢) قال الحافظ ابن كثير في تاريخه هذا الحديث يقتضي أن أول السرايا عبد الله بن جحش الأسدي وهو خلاف ما ذكر هـ ابن اسحاق أن أول الرايات عقدت لعبيدة بن الحارث بن المطلب، (والواقدي) حديث زعم أن أول الرايات عقدت لحمزة بن عبد المطلب والله أعلم اهـ (قلت) سرية عبيدة ابن الحارث وسرية حمزة بن عبد المطلب تقدمنا عقب شرح أحاديث الباب الأول من حوادث السنة الثانية (تخريجه) اخرجه البهيقي في الدلائل من حديث يحيي بن أبي زائدة عن مجالديه نحو حديث الباب وهو منقطع، قال أبو زرعة زياد بن علاقة لم يسمع من سعد بن أبي وقاص اه (قلت) لكن رواه البهيقي من وجه آخر موصولا من حديث أبي اسامة عن مجالد عن زياد بن علاقة عن قطبة ابن مالك عن سعد بن أبي وقاص، وهذا الحديث سبب (في سرية عبد الله بن جحش) لقوله في آخره (فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي (قال ابن اسحاق) وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جحش ابن رئاب الأسدى في رجب مقفله من بدر الاولى، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الانصار أحد ثم ذكر أسماءهم، قال ابن اسحاق وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضى لما أمر به ولا يستكره من أصحابه أحدا، فلما سار بهم يومين فتح الكتاب فاذا فيه اذا نظرت في كتابى فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لناس أخبارهم، فلما نظر فى الكتاب قال سمعا وطاعة وأخبر أصحابه بما في الكتاب وقال قد نهانى أن استكره أحدا منكم، فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها قلينطلق، ومن كره ذلك فليرجع، فاما أنا فماض لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد، وسلك على الحجاز حتى اذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران أضل سعد بن أبى وقاص وعتبة بن غزوات بعيرا لهما كان يعتقبانه فتخلفا في طلبه ومضى عبدالله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل نخلة فمرت عير لقريش فيها عمرو بن الحضر مى (قال بن هشام) واسم الحضرمى عبدالله بن عباد الصدف، وعثمان بن عبدالله بن المغيرة المخزومى وأخوه نوفل والحكم ابن كيسان مولى هشام بن المغيرة فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشه بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه أمنوا، وقال عمار لا بأس عليكم منهم وتشاور الصحابة فيهم وذلك في آخر يوم من رجب، فقالوا والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم، ثم شجعوا أنفسهم عليهم راجعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبدالله التميمى عمرو بن الحضرمى بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وافلت القوم نوفل بن عبد الله فأعجزهم، واقبل عبد الله بن جحش واصحابه بالعير والأسيرين حتي قدموا علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله قال لأصحابه إن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما غنمنا الخمس فعزله وقسم الباقي بين أصحابه وذلك قبل أن ينزل الخمس، قال ولما انزل الخمس نزل كما قسمه عبد الله بن جحش كما قاله ابن اسحاق، فلما قدموا

<<  <  ج: ص:  >  >>