التعوذ من البخل والجبن ومن همز الشيطان ونفثه ونفخه
-----
(باب ما جاء في التعوذ وصيغه وفضله)
(عن سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنه أنه كان يأمر بهؤلاء الخمس ويخبر بهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر (عن عبد الله ابن مسعود) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه قال وهمزة الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبرياء (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات، اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو وشماتة الأعداء (وعنه أيضا) أن النبي صلى الله عليه وسلم
والحديث صحيح كذا في الترغيب اهـ (قلت) يستفاد منه أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم يجوز في حياته وبعد موته: وللعلماء خلاف طويل في ذلك جمعة العلامة الشوكاني في رسالة له أسماها (الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد) فارجع إليها والله الموفق (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر شعبى عن عبد الملك بن عمير عن سعد بن أبي وقاص الخ (غريبة) البخل ضد الكرم والجبن ضد الشجاعة، والشجاعة قوة القلب والإقدام على الأمور المهمة كالحرب ونحوها والجبن بعكسه بضم الهمزة وفتح الراء والدال المهملة المشددة وأرذل العمر أخسة يعني الهرم والخرف فسرها الراوي عند البخاري بفتنة الدجال، وهو لفظ عام يشمل كل فتنة في الدنيا: وعذاب القبر من فتنة الآخرة نسأل الله النجاة من ذلك كله (تخريجه) (ق نس مذ) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رزيق عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبة) قال وهمزة الخ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بديل ما جاء في حديث جبير بن مطعم وتقدم في باب دعاء الافتتاح والتعوذ من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة ١٧٨ رقم ٥٠٧ قلت يا رسول الله ما همزه ونفثه ونفخه؟ قال أما همزة فالموتة الخ بضم الميم وسكون الواو وفتح المثناة من فوق الجنون: وفسرت في بعض روايات الحديث بالصرع: وهو نوع من الجنون يعتري الإنسان فإذا أفاق عاد إليه عقله أصل النفث قذف النفس (بفتح الفاء) مه شيء من الريق وهو شبيه بالنفخ وأقل من التفل: وكأن الشعر من نفث الشيطان لأنه كالشيء ينفثه الإنسان من فيه، وذمه لأن الشيطان يحمل الشعراء على المدح والتعظيم والتحقير في غير موضعها فسر النفخ بالكبر لأن الشيطان ينفخ في الشخص بالوسوسة فيعتقد عظم نفسه وحقارة غيره (تخريجه) (جه) وسنده جيد وله شاهد عند (د جه حب ك) من حديث جبير بن مطعم الذي أشرنا إليه وصححه الحاكم وابن حبان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة حدثني حي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو الخ (تخريجه) (نس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده)