للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٢٩٨ -

دعاء الأعمى الذي توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في رد بصره

-----

(باب دعاء الأعمى الذي توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في رد بصره)

(عن عثمان بن حنيف) رضي الله عنه أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ادع الله أن يعافيني، فقال إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك، قال لا بل ادع الله لي، فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء، اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى وتشفعني فيه وتشفعه في (وعنه من طريق ثان) أن


(تخريجه) لم أقف عليه من حديث ابن مسعود بهذا السياق لغير الإمام أحمد، وأورده الهيثمي وقال رواه |أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود اهـ (قلت) جاء نحو هذا الحديث في دعاء زيد بن ثابت رقم ٢٤٩ رواه الإمام أحمد و (طب ك) ورجاله عند الإمام أحمد وبعض طرق الطبراني ثقات (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح قال ثنا شعبة عن أبي جعفر المدني قال سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف الخ (غريبة) لفظ الترمذي (إن شئت دعوت وإن شئت صبرت) ولفظ أخرت في حديث الباب يحتمل الخطاب والتكلم فيجوز فيه النصب والرفع، بخلاف لفظ دعوت فإنه للمتكلم بقرينة قوله بل ادع الله لي، ومعناه إن شئت أخرت جزاءه إلى الآخرة وهو أفضل: وإن شئت دعوت الله لك (قال الطيبي) أسند النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء إلى نفسه، وكذا طلب الرجل أن يدعو هو صلى الله عليه وسلم ثم أمره صلى الله عليه وسلم أن يدعو هو أي الرجل كأنه صلى الله عليه وسلم لم يرض منه اختياره الدعاء لما قال الصبر خير لك لكن في جعله شفيعا له ووسيلة في استجابة الدعاء ما يفهم أنه صلى الله عليه وسلم شريك فيه اهـ أي المبعوث رحمة العالمين أي استشفع بك إلى ربي قال الطيبي الباء في بك للاستعانة (وقوله إني أتوجه بك) بعد قوله (أتوجه إليك) فيه معنى قوله تعالى (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) جاء في رواية ابن ماجة بلفظ (لتقضي لي) أي ليقضيها لي ربي بشفاعة، سأل الله أولا أن لنبيه أن يشفع له، ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم ملتمسا شفاعة له، ثم كر مقبلا على ربه أن يقبل شفاعته هكذا وقع لفظ (وتشفعني فيه) في هذا المكان من هذا الحديث عند الإمام أحمد، وهو من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء كذلك في المستدرك للحاكم، ولم يقع هذا اللفظ في رواية الترمذي وابن ماجة، وعندهما بعد قوله (لتقضي) اللهم فشفعه في، ووافقهما الإمام أحمد في رواية أخرى ستأتي (وقوله وتشفعه في) هو من كلام الرجل وهو آخر الحديث عند الجميع، لكن زاد الإمام أحمد في هذه الرواية بعد قوله (وتشفعه في) قال فكان يقول هذا مرارا: ثم قال بعد أحسب أن فيها أن تشفعني فيه: قال ففعل الرجل فبرأ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مؤمل قال ثنا حماد يعني ابن سلمة قال ثنا أبو جعفر الخطمي (كبكرى) عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخ

<<  <  ج: ص:  >  >>