للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[إستحباب إعطاء الصدقة للصالحين وكراهة إعطائها للفاسقين]-

إلَّا بربريًّا (٤) فليردَّها


(غريبه) (٤) هكذا فى المسند بباءين موحدتين وراء بن ثم ياء تحتية آخرها ألف نسبة الى بربر (قال فى القاموس) وبربرٌ جيلٌ جمعه البرابرة وهم بالمغرب وأمة أخرى بين الحبوش والزَّنج. يقطعون مذاكير الرجال ويجعلونها مهور نسائهم، وكلهم من ولد قيس عيلان أوهم بطنان من حمير صنهاجة وكتامة صاروا الى البربر أيام فتح أفريقش الملك افريقيَّة اهـ (وقال شارح القاموس) قوله وكلهم من ولد قيس عيلان قال ابو منصور ولا أدرى كيف هذا (وقال البلاذرى) حدثدنى بكر بن الهيثم قال سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال هم يزعمون أنهم من ولد برّ بن قيس عيلان وما جعل الله لقيس من ولد اسمه برّ، وقال أبو المنذر هم من ولد فاران بن عمليق بن يلمع بن عابر بن سليخ بن لوذ بن سام بن نوح؛ والأكثر الأشهر من بقية قوم جالوت وكانت منازلهم فلسطين، فلما قتل جالوت تفرقوا إلى المغرب اهـ، والظاهر والله أعلم ان المراد بالبرابرة فى هذا الحديث المتوحشون الذين لا دين لهم، أما البرابرة المسلمون المتحضرون فلا مانع من إعطائهم الصدقه. بل يستحب لأن معظمهم متصف بالصلاح (تخريجه) لم اقف عليه لغير الأمام احمد وفى اسناده ابن لهيعة ضعيف (الأحكام) حديث ابى سعيد يدل على انه يستحب ان يخص الرجل بصدقته الصلحاء واهل الخير واهل المروءات والحاجات، لان هؤلاء ممن ترجى بركاتهم وتستجاب دعواتهم، وفى إعطائهم الصدقة إعانة لهم على طاعة الله (وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما) يدل على كراهة اعطاء الصدقة لفاسق، وذلك اذا علم انه يستعين بها على فعل مكروه، ويحرم إعطاؤه اذا علم أنه يستعين بها على ارتكاب محرم، اما اذا لم يعلم شيئا أو علم أنه يستعين بها على القوت فله اعطاؤها بدون كراهة ويثاب على ذلك ولو لكافر، قال تعالى "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا" ومعلوم ان الأسير حربى، وقد ثبت عند البخارى ومسلم والأمام أحمد وغيرهم، وتقدم فى "باب من دفع صدقته إلى من ظنه من اهلها فبان غير ذلك" من حديث ابي هريرة فى قصة الرجل الذى تصدق على سارق وزانية وغنى انه قيل له أمَّا صدقتك على سارق فلعله ان يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها، وأمَّا الغنى فلعله يعتبر وينفق مما آتاه الله تعالى (وعن ابى هريرة أيضا) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشى بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذى كان قد بلغ منى. فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم امسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا يا رسول الله ان لنا فى البهائم أجرًا؟ فقال فى كل كبد رطبة أجر، رواه الشيخان والأمام احمد وغيرهم (وفى رواية) للشيخين "بينما كلب

<<  <  ج: ص:  >  >>