للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[إستحباب التصدق بثلث المال لمن عنده فضل]-

أهجر دار قومى وأساكنك وإنِّى أنخلع من مالى صدقةً لله ولرسوله؛ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم يجزاء عنك الثُّلث

(٢٣٤) عن أبى السَّليل قال وقف علينا رجلٌ فى مجلسنا بالبقيع فقال حدَّثنى أبى أو عمِّى أنَّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع وهو يقول من يتصدَّق


وإن لحيتي لمبتلة من الدموع والناس ينتظرون رجوعى اليهم حتى أخذت من وراء الحصن طريقا أخرى حتى جئت المسجد وارتبطت بالاسطوانة وقلت لا أبرح حتى أموت أو يتوب الله على مما صنعت، وعاهدت الله أن لا أطأ بنى قريظة أبدا ولا ارى فى بلد خنت الله ورسوله فيه أبدا، فلما بلغه صلى الله عليه وسلم خبره وكان قد استبطأه، قال أما لو جاءنى لاستغفرت له وأما إذ فعل ما فعل، فما أنا بالذى أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه (، وروى ابن مردويه) عن أم سلمة أن توبة أبي لبابة نزلت على النبى صلى الله عليه وسلم فى بيتها قالت فسمعته من السحر يضحك، فقلت يا رسول الله لم تضحك؟ أضحك الله سنك، قال تيب على أبى لبابة، قلت أفلا أبشره؟ قال ما شئت، فقمت على باب الحجرة وذلك قبل أن يضرب الحجاب؛ فقلت يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك، فثار الناس اليه ليطلقوه، فقال لا والله حتى يطلقنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فلما خرج الى الصبح أطلقه ونزلت {وآخرون اعترفوا بذنوبهم- الآية} وقال الزهرى نزلت فى تخلفه عن غزوة تبوك فربط نفسه بسارية وقال والله لا أحل نفسى ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله على، فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فقيل له قد تيب عليك، فقال والله لا أحل نفسى حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذى يحلنى، فجاء النبى صلى الله عليه وسلم فحله بيده، ثم قال أبو لبابة يا رسول الله إن من توبتى أن أهجر دار قومى التى أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالى كله صدقة الى الله والى رسوله، قال يجزئك يا أبا لبابة الثلث، قالوا جميعًا. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلث أموالهم وترك الثلثين، لأن الله قال خذ من أموالهم ولم يقل خذ أموالهم. قال الحسن وقتادة هؤلاء سوى الثلاثة الذين خلِّفوا، رواه البغوى فى تفسيره (قلت) حديث أم سلمة المتقدم يؤيد أن القصة كانت بسبب بنى قريظة لقولها فيه "وذلك قبل أن يضرب الحجاب" لأن غزوة تبوك كانت بعد نزول آية الحجاب، وكان نزول آية الحجاب سنة خمس من الهجرة، وكانت غزوة تبوك سنة تسع، وقد جمع بعض العلماء بين القصتين بتعدد ربطه فيهما وتعدد النزول. والله أعلم (تخريجه) (لك. د) وسنده جيد
(٢٣٤) عن أبى السليل (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا يزيد ثنا

<<  <  ج: ص:  >  >>