(٢) لفظ (كذا قال) مدرج من الراوي، يعني أنه سمع الحديث بهذا اللفظ وفيه (فإن بلالا لا يؤذن حتى الصبح) ويستفاد منه أن الذي يؤذن أولًا هو عمرو بن أم مكتوم، وأن بلالا كان يؤذن ثانيًا عند طلوع الفجر وهذا غير المشهور، والمشهور أن الذي كان يؤذن أولًا هو بلال وأن عمرًا كان يؤذن الأذان الثاني وقت طلوع الفجر، والدليل على ذلك ما رواه الشيخان الإمام أحمد أيضًا (وسيأتي في باب وقت السحور واستحباب تأخيره من كتاب الصيام) عن ابن عمر مرفوعًا (أن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن مكتوم) وقد جاء حديث الباب بعكسه وهذا مشكل، وقد أتى الحافظ رحمه الله في الفتح عند شرح حديث (إن بلالا يؤذن بليل الخ) بما يزيل الإشكال، قال رحمه الله تعالى (تنبيه) قال ابن منده حديث عبد الله بن دينار (يعني حديث إن بلالا يؤذن بليل) مجمع على صحته رواه الجماعة من أصحابه عنه، ورواه عنه شعبة فاختلف عليه فيه رواه يزيد بن هارون عنه على الشك (إن بلالا كما هو المشهور أو إن ابن أم مكتوم ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال) قال واشعبه فيه إسناد آخر، فإنه رواه أيضًا خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة فذكره على الشك أيضًا أخرجه أحمد عمن غدر عنه (قلت سيأتي في باب وقت السحور من كتاب الصيام) ورواه أبو داود الطيالسي عنه جازمًا بالأول، ورواه أبو الوليد جازمًا بالثاني، وكذا أخرجه ابن خزيمة وابن المنذر وابن حبان من طرق عن شعبة، وكذا أخرجه الطحاوي والطبراني من طريق منصور بن ذاذان عن خبيب بن عبد الرحمن، وأدعي ابن عبد البر وجماعة من الأئمة بأنه مقلوب