للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[استحباب فعل الوتر في آخر لحظة من الليل]-

في المسجد فقال أين السائل عن الوتر؟ (١) فمن كان منا في ركعةٍ شفع إليها أخرى (٢) حتى اجتمعنا إليه، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر أول الليل ثم أوتر في وسطه، ثم أثبت الوتر في هذه الساعة، قال وذلك عند طلوع الفحر.

(١٠٦٨) عن رجل من بني أسدٍ قال خرج علينا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسألوه عن الوتر، قال فقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توتر هذه الساعة ثوب (٣) با ابن التواح أو أذن أو أثم (وفي لفظٍ) قال خرج على حين


(غريبه) (١) سببه ما رواه البيهقي بسنده عن عاصم بن ضمرة أن ثومًا أتوا عليا فسألوه عن الوتر فقال سألتم أحدًا غيري؟ فقالوا سألنا أبا موسى فقال لا وتر بعد الأذان، فقال لقد أغرق في النزع فأفرط في الفتوى، كل شيء ما بينك وبين صلاة الغداة وتر، متى أوترت فحسن (ومعنى أغرق في النزع) قال في الصحاح نزع القوس إذا مدها، وأغرق في النزع أي استوفى مدها وبالغ في نزعها ليكون مرماه أبعد اهـ (٢) فيه أن من كان يصلي تطوعًا وطرأ عليه أمرهم يستدعي خروجه من الصلاة أن لا يسلم من ركعة بل يضم إليها أخرى ويخرج عن شفع، والظاهر أنهم كانوا في صلاة الليل (وقوله وذلك عند طلوع الفجر) أي قبيل طلوعه بشيء يسير أخذًا من قوله صلى الله عليه وسلم (أوتروا قبل الفجر) وقوله صلى الله عليه وسلم (الوتر بليل) وقوله صلى الله عليه وسلم (بادروا الصبح بالوتر) أما ما ورد من فعله بعد طلوع الفجر فيحمل على أن ذلك كان لبيان الجواز أو لمن نسيه أو نام عنه، ومعنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يوتر أحيانًا في أول الليل، وأحيانًا في وسطه، وأحيانًا في آخره، وكان آخر أمره صلى الله عليه وسلم ثبوته على فعل الوتر آخر الليل قبيل الفجر والله أعلم (تخريحه) أخرجه ابن ماجه بدون حكاية عبد حير وقال العراق إسناده جيد، قلت ويشهد له حديث عائشة المتقدم.
(١٠٦٨) عن رجل من بني أسدٍ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني ثنا أبو نوح يعني فرادًا أنبأنا شعبة عن أبي التياح سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يحدث عن رجل من بين أسد (الحديث) (غريبه) (٣) التثويب معناه الرجوع إلى الشيء، والمراد به في الأذان قوله المؤذن (الصلاة خير من النوم) بعد قوله (حي على الفلاح) (وسمي تنويبًا؛ لأن المؤذن إذا قال حي على الصلاة حي على الفلاح فقد دعاهم إليها، وإذا قال بعدها الصلاة خير من النون فقد رجع إلى كلام معناه المبادرة إليها، ويستفاد منه أن ذلك كان وقت

<<  <  ج: ص:  >  >>