للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها علاء الدّين علي بن إبراهيم بن محمد بن الهمام بن محمد بن إبراهيم بن حسّان الأنصاري الدمشقي، ابن الشّاطر، ويعرف أيضا بالمطعّم الفلكي [١] .

كان أوحد زمانه في ذلك، مات أبوه وله ست سنين فكفله جدّه وأسلمه لزوج خالته وابن عمّ أبيه علي بن إبراهيم بن الشّاطر فعلمه تطعيم العاج، وتعلّم علم الهيئة والحساب والهندسة، ورحل بسبب ذلك إلى مصر والإسكندرية، وكانت لا تنكر فضائله ولا يتصدى للتعليم ولا يفخر بعلومه، وله ثروة ومباشرات ودار من أحسن الدور وضعا وأغربها، وله الزّيج المشهور والأوضاع الغريبة المشهورة التي منها البسيط الموضوع في منارة العروس بجامع دمشق. يقال: إن دمشق زيّنت عند وضعه.

وفيها علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني ثم المصري الكناني الشافعي [٢] .

قال ولده الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر بأنباء العمر» : ولد في حدود العشرين وسبعمائة، وسمع من أبي الفتح بن سيّد الناس، واشتغل بالفقه والعربية، ومهر في الآداب، وقال الشعر فأجاد، ووقّع في الحكم، وناب قليلا عن ابن عقيل، ثم ترك لجفاء ناله من ابن جماعة، وأقبل على شأنه، وأكثر الحجّ والمجاورة، وله عدة دواوين منها: «ديوان الحرم» مدائح نبوية ومكّية في مجلدة، وكان موصوفا بالفضل، والمعرفة، والدّيانة، والأمانة، ومكارم الأخلاق. ومن محفوظاته «الحاوي» وله استدراك على «الأذكار» للنووي فيه مباحث حسنة، وهو القائل:

يا ربّ أعضاء السّجود عتقتها ... من عبدك الجاني وأنت الواقي


[١] انظر «إنباء الغمر» (١/ ١٧٢- ١٧٣) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٩) و «الدارس في تاريخ المدارس» (٢/ ٣٨٨- ٣٨٩) و «الأعلام» (٤/ ٢٥١) .
[٢] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٤٢٢- ٤٢٣) و «إنباء الغمر» (١/ ١٧٤- ١٧٥) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ١١٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>