الستين، فأقام بها يشغل الطلبة، وشرح «مقدمة أبي اللّيث» و «قصيد البستي» . وتصدّر بجامع النجّار بجوار ميدان عنتاب.
وكان قائما بالأمر بالمعروف، شديدا في ذلك، إلى أن مات في رمضان.
قاله العيني في «تاريخه» .
وفيها بهاء الدّين عبد الله بن رضي الدّين محمد بن أبي بكر بن خليل، من ذريّة عثمان بن عفّان، العسقلاني ثم المكّي الشافعي [١] نزيل الجامع الحاكمي بالقاهرة.
ولد آخر سنة أربع وتسعين وستمائة، وطلب العلم صغيرا بمكّة، فسمع من الصّفي والرّضي الطّبريين، والتّوزري، وغيرهم. وارتحل إلى دمشق، فأخذ عن مشايخها، وتفقه بالعلاء القونوي، والتّبريزي، والأصبهاني، وأخذ عن أبي حيّان وغيرهم، وأخذ عن ابن الفركاح، ورجع إلى مصر فاستوطنها، وحفظ «المحرّر» ومهر في الفقه، والعربية، واللغة، والحديث. وقد بالغ الذهبي في الثناء عليه في «بيان زغل العلم» وغيره. وقال في «معجمه الكبير» : المحدّث القدوة، هو ثوب عجيب في الورع والدّين، والانقباض، وحسن السّمت.
وقال في «المعجم المختص» : هو الإمام القدوة، أتقن الحديث، وعني به، ورحل فيه.
وقال الشيخ شهاب الدّين بن النّقيب بمكّة: رجلان صالحان، أحدهما يؤثر الخمول وهو ابن خليل، والآخر يؤثر الظهور وهو اليافعي. وكان ابن خليل ربما عرضت له جذبة فيقول فيها أشياء، وتصدى للإسماع في أواخر زمانه، ومع ذلك فلم يحدّث بجميع مسموعاته لكثرتها.
توفي بالقاهرة في جمادى الأولى ودفن بتربة تاج الدّين بن عطاء بالقرافة، وشهد جنازته ما لا يحصى كثرة.
[١] انظر «المعجم المختص» ص (١٢٦- ١٢٧) و «ذيل العبر» (٢/ ٤٠٨) و «إنباء الغمر» (١/ ١٦٨- ١٧١) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ١٩١) و «العقد الثمين» (٥/ ٢٦٢- ٢٦٧) .