للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدةُ الرّابعة (١):

فيه أنّ كلَّ مسجد لا تعمل المطيّ (٢) إليه، ولا يتكلّف له كُلْفَة، فَلا بَأْس بإتيانه. ويكون (٣) عبد الله بن عمر أراد أنّ يُعَلِّم عبد الله بن جابر بن عَتِيك إنّ كان لا يعلم، أو رجاء أنّ تكون عنده زيادة فيأخذها منه.

الفائدةُ الخامسة (٤):

قوله: "أَلَّا يُظْهِرَ عَلَيهِمْ عَدُوًّا مِن غَيرِهِمْ" يريد على جميع أُمَّتِهِ؛ لأنّه قد يُظهِر عليهم في بعضِ المَوَاضِع. وكذلك قوله: "أَلَّا يُهْلِكَهُمْ (٥) بالسِّنِينَ" يريد أَلَّا يعمَّهُم بالهَلاَكِ والقَحْطِ.

الفائدةُ السّادسة (٦):

"ودَعَا أَلَّا يجعلَ بَأْسَهُم بَينَهُم، فَمُنِعَهَا" لما سَبَقَ في عِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أنّ سيكون.

ومعنى دُعائِهِ بذلك: أنّه طَمعَ أنّ يكون يجاب (*) له فيهم، ومن هذا أعقبَ مالك (٧) بالحديث عن زَيد بن أَسلَم؛ أنّه كان يقول: مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو، إلّا كانَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِما أنّ يُسْتَجَابَ لَهُ، وإمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ، وإمَّا أنّ يُكَفَّرَ عَنْهُ.

ومنه قولُه تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ} (٨) إنّما ذلك خصوصٌ، وقد (٩) يستجيبُ اللهُ تعالى في الشَّيءِ الّذي يُدْعَى (١٠) فيه، وقد (١١) يصرفُه إلى غير ذلك من الادِّخار ودفع البلاء، يَدُلُّ على ذلك حديث سَهْل بن سَعْد السّاعديّ (١٢)؛ أنّه قال:


(١) هذه الفائدةُ مقتبسة من المصدر السابق.
(٢) في تفسير البوني: "إليه مطيّ".
(٣) في تفسير البوني: "ويحتمل أنّ يكون".
(٤) هذه الفائدةُ مقتبسة من المصدر السابق.
(٥) في الموطّأ: "ولا يهلكهم".
(٦) ما عدا الفقرة الثّانية مقتبسٌ من تفسير الموطّأ للبوني: ٤٠/ ب. (*) كذا.
(٧) في الموطّأ (٥٧٦) رواية يحيى.
(٨) غافر:٦٠.
(٩) في تفسير الموطّأ: "قد" بدون واو.
(١٠) غ، جـ: "دعا" والمثبت من تفسير الموطّأ.
(١١) "قد" زيادة من تفسير الموطّأ.
(١٢) في الموطّأ (١٧٨) رواية يحيى.

<<  <  ج: ص:  >  >>