للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضرورة، فقوله: (من ضرورة)، أي: من ضرر، أي: ليس على المدعو من كل الأبواب مضرة، أي: قد سعد من دعي من أبوابها جميعًا.

ويقال معناه: ما على من دعي من تلك الأبواب من لم يكن إلا من أهل خصلة واحدة ودعي من بابها، فإنه لا ضرر عليه، لأن الغاية المطلوبة دخول الجنة من أيها أراد، لاستحالة الدخول من الكل معًا.

قال البدر العيني (١): (قال الكرماني: أقول: يحتمل أن تكون الجنة كالقلعة لها أسوار محيط بعضُها ببعض، وعلى كل سور باب، فمنهم من يدعى من الباب الأول فقط، ومنهم من يتجاوز عنه إلى الباب الداخل وهلم جرًّا. قلت: هذا الذي ذكره لا يستبعده العقل، ولكن معرفة كيفية الجنة وكيفية أبوابها وغير ذلك موقوفة على السماع من الشارع).

من فوائد الحديث:

أولًا: فيه استحباب تكرار أعمال الطاعة والعبادة، حتى تكون سجية لصاحبها.

ثانيًا: فيه فضل الصلاة والصيام والإنفاق والجهاد.

ثالثًا: فيه فضل الإخلاص في العمل، وأن يكون المراد منه وجه الله تعالى.

رابعًا: فيه فضيلة الصديق ، لأن قوله: «وأرجو أن تكون منهم»، خطاب لأبي بكر ، والرجاء من النبي واجب، نبه عليه ابن التين، فدل هذا على فضيلة أبي بكر ، وعلى أنه من أهل هذه الأعمال كلها (٢).


(١) ينظر: عمدة القاري للعيني (١٠/ ٢٦٥).
(٢) ينظر: عمدة القاري للعيني (١٠/ ٢٦٥).

<<  <   >  >>