للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَنَشْرُ العلم وتعليمه من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح الله لي فيه من ذلك، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير، ويجب على كل واحد منا أن يرضى بما قُسم له والسلام.

هذا معنى كلام مالك لأني كتبته من حفظي، وسقط عني في حين كتابتي أصلي منه.

وأما قوله: «من أنفق زوجين»، معناه عند أهل العلم: من أنفق شيئين من نوع واحد، نحو درهمين، أو دينارين، أو فرسين، أو قميصين، وكذلك من صلى ركعتين، ومشى في سبيل الله خطوتين، أو صام يومين ونحو ذلك كله، وإنما أراد والله أعلم أقل التكرار وأقل وجوه المداومة على العمل من أعمال البر لأن الاثنين أقل الجمع).

وقوله: «في سبيل الله»: قيل: يحتمل العموم في جميع وجوه الخير، وقيل: الخصوص في الجهاد، والأول أظهر.

وقوله: «نودى هذا خير»: فيه وجهان؛ أي: هنالك خير وثواب وغبطة، والآخر هذا الباب خير من غيره من الأبواب لك، لكثرة ثوابه، ونعيمه (١).

قوله: «ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان»: خصَّ الريان بأهل الصائم لما كان في الصوم من الصبر على ألم العطش؛ لأن قوله: (باب الريان) أي: باب الرواء، وإن كانت تلك كلها فيها الرواء، غير أن باب الريان أروى) (٢).

وقول أبي بكر الصديق : ما على من يدعى من هذه الأبواب من


(١) ينظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (٣/ ٥٥٥).
(٢) ينظر: المسالك شرح موطأ مالك لأبي بكر بن العربي (٥/ ١٢٤).

<<  <   >  >>