للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما ما وراء ذلك فكما قال أعلم الخلق بالله، وأقربهم إلى الله، وأعظمهم عنده جاهًا: «لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» (١)، رواه مسلم، وقال في حديث الشفاعة الطويل: «فأخرُّ ساجدًا لربي، فيفتح علي من محامدِه بما لا أحسنُه الآن» (٢)، رواه البخاري ومسلم.

وفي دعاء الهم والغم: «أسألك بكل اسم هو لك، سميتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمتَه أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك» (٣).

فدل على أن لله أسماء وصفات، استأثر بها في علم الغيب عنده دون خلقه، لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وحسبنا الإقرار بالعجز، والوقوف عند ما أذن لنا فيه من ذلك، فلا نغلو فيه، ولا نجفو عنه، وبالله التوفيق).

من فوائد الحديث:

أولًا: فيه من الفوائد أن العبد لا يمكنه أن يقوم بحق عبادة مولاه، لما يعرض له من الوساوس والخواطر، فشرع له الاستغفار تداركا لذلك.

ثانيًا: فيه أن من أراد السلامة فليلزم عتبة العبودية، لأنه تعالى هو السلام المتنزه عن النقص والسالم من كل عيب، ومنه يطلب السلام والنجاة والأمن.


(١) أخرجه مسلم برقم (٤٨٦)، عن عائشة .
(٢) أخرجه البخاري برقم (٧٤١٠)، ومسلم برقم (١٩٣)، عن أنس بن مالك .
(٣) أخرجه أحمد في المسند برقم (٣٧١٢)، عن ابن مسعود .

<<  <   >  >>