قوله ﷺ:«وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل»:
قال أهل اللغة: التعريس: النزول في أواخر الليل للنوم والراحة؛ هذا قول الخليل والأكثرين.
وقال أبو زيد: هو النزول أي وقت كان من ليل أو نهار، والمراد بهذا الحديث هو الأول، وهذا أدب من آداب السير والنزول، أرشد إليه ﷺ، لأنَّ الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع تمشي في الليل على الطرق لسهولتها، ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، وما تجد فيها من رمَّةٍ ونحوها، فإذا عرَّس الإنسان في الطريق، ربما مرَّ به منها ما يؤذيه، فينبغي أن يتباعد عن الطريق).
من فوائد الحديث:
الأول: فيه شفقة النبي ﷺ ورحمته بالناس والدواب.
الثاني: فيه استحباب المسير ليلًا؛ لأن الأرض تطوى للمسافر ليلًا.
الثالث: وفي حديث أبي هريرة ﵁ استحباب تعجيل السير عند القحط حتى لا تضعف الدابة عن مواصلة السير.
الرابع: فيه اجتناب الطريق عند النزول للنوم والاستراحة ليلًا لئلا يصاب بأذى من دواب الأرض وغيرها من الحشرات والزواحف وذوات السموم.