فامضوا عليها بنِقْيِها … أي: أسرعوا عليها السير ما دامت قوية عليه قبل الهزال والضعف، فإنكم إِنْ أبطأتم عَلَيْهَا فِي أَرض الجدب ضعفت وهزلت. والنِّقْيُ: بكسر النون: المخ، ثم يقال للشحم: نِقْيٌ. قال مالك: هو شحمُها وقوَّتها.
وعليكم بالدُّلْجة … وهي سير الليل، يقال: أدلج بالتخفيف؛ إذا سار من أول الليل. ودلج بالتشديد: إذا سار من آخره. والاسم منهما: الدلجة، والإدلاج: السير في ظلمة أول الليل.
عرَّستم بالليل … نزلتم عن دوابكم بالليل للنوم والراحة.
الهوام … الحيات، وكل ذي سُمٍّ يقتل.
التعليق:
هذان الحديثان فيهما بعض التوجيهات النبوية للمسافرين، وذلك للتخفيف من مشقة السفر سواء على المسافرين، أو على الدواب التي تحملهم، وكذلك للحفاظ على سلامتهم من الدواب والحشرات أثناء الراحة والنوم.
قال أبو جعفر الطحاوي ﵀(١) عن الحديث الأول: (فتأملنا هذا الحديث فوجدنا فيه أمر رسول الله ﵇ في حال الخصب بالنزول عن الظهرِ، ليأخذ حاجتَه من الكلإ، وأمره في حال الجدب بالمُضِيِّ عليه بنِقْيِه، وهو مخيَّرٌ، وأمرهم مع ذلك أن يكون مسيرُهم عليه في الليل، لأن الأرض تُطوى فيه، فتكون المسافات فيه على الظهر دون المسافات في غير الليل).