الخامس: أن سلوك طريق العلم يجازى عليه بتسهيل طريق إلى الجنة، وهو يحتمل وجهين:
أحدهما: أن طلب العلم وتحصيله يرشد إلى سبيل الهداية والطاعة الموصلة إلى الجنة، وذلك بتسهيل الله ﷿ له، وإلا فبدون لطفه وتوفيقه لا ينتفع بشيء من علم ولا غيره.
والثاني: أنه يجازى على طلب العلم وتحصيله، بتسهيل دخول الجنة بقطع العِقَابِ (١) الشاقة دونها يوم القيامة، بأن يُسَهَّلَ عليه الوقوف في المحشر والجواز على الصراط ونحو ذلك.
فإن قلت: قوله: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا» عام في كل علم شرعي أو فلسفي، فلم خصصتموه بالعلم الشرعي؟
قلنا: بدليل قوله: «سهل الله له به طريقًا إلى الجنة»، والعلوم التي يطلب بها الجنة ويسهل بها طريقها هي الشرعية دون غيرها.
السادس: أن الاجتماع في بيوت الله ﷿ لمذاكرة الكتاب ومدارسته يجازى عليه بأشياء:
أحدها: نزول السكينة عليهم لأنها الطمأنينة، وبذكر الله ﷿ تطمئن القلوب، والمراد أنها تطمئن للإيمان حتى يفضي بها إلى الروضات في جوار الرحمن.
الثاني: غشيان الرحمة لهم لأن ذكر الله تعالى إحسان، والرحمة إحسان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
(١) جمع: عقبة، وهي المرقى الصعب من الجبال، ويراد بها: المصاعب والعوائق. ينظر: العين للفراهيدي (١/ ١٨١)، ولسان العرب لابن منظور (١/ ٦٢١).