للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فوائد الحديث (١):

الأول: فضيلة تنفيس الكُرب عن المؤمنين وأن ذلك يجازى عليه بجنسه من تنفيس كُرب الآخرة.

والأصل والقياس أن الجزاء يكون من جنس العمل ثوابًا وعقابًا، كالتنفيس بالتنفيس، والستر بالستر، والعون بالعون في هذا الحديث، ونظائره كثيرة في أحكام الدنيا والآخرة.

وإنما كان تنفيس الكرب مطلوبًا للشرع مثابًا عليه لأن الخلق عيال الله ﷿، فتنفيس كربهم إحسانٌ إليهم، والعادة أن السيد والملك يحب الإحسان إلى عياله وحاشيته والمحسن إليهم.

وفي الأثر: «الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أرفقهم بعياله» (٢).

الثاني: فضيلة التيسير على المعسر، والجزاء عليه بحسبه في الآخرة كما مَرَّ في تنفيس الكربة.

الثالث: فضيلة ستر عورة المسلم، والمكافأة عليها بجنسها كما مَرَّ، ولأن الله ﷿ حَيِيٌّ كريم، وستر العورة من الحياء والكرم، ففيه تخلق بِخُلُق الله ﷿، والله ﷿ يحب التخلق بأخلاقه.

الرابع: فضيلة عون الأخ على أموره والمكافأة عليها بجنسها من الإعانة الإلهية.


(١) باختصار من كتاب التعيين في شرح الأربعين للصرصري (١/ ٣٠٧ - ٣١٤).
(٢) أخرجه مرفوعًا أبو يعلى في مسنده برقم (٣٣١٥ - ٣٣٧٠)، والبزار في مسنده برقم (٦٩٤٧)، عن أنس . وأخرجه الطبراني في الأوسط برقم (٥٥٤١) عن ابن مسعود . وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (٥٧٣٥).

<<  <   >  >>