للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِي صلاته وضيعها وسبق الإمام فيها، فسكت عنه ولم يُعْلمه فِي إساءته فِي صلاته ومسابقته الإمام فيها، ولم ينهه عَنْ ذلك ولم ينصحه، شاركه فِي وزرِها وعارِها، فالمحسن فِي صلاته شريك المسيء فِي إساءته إذا لم ينهه ولم ينصحْه.

وجاء الحديث عَنْ بلال بْن سعد أنه قَالَ: الخطيئة إذا خَفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت فلم تغيَّر ضرت العامة (١)؛ لتركهم ما لزمهم وما وجب عليهم من التغيير، والإنكار على من ظهرت منه الخطيئة.

وجاء عَنِ النَّبِيِّ أنه قَالَ: «ويل للعالم من الجاهل حيث لا يُعَلِّمه» (٢).

فلولا أن تعليم الجاهل واجب عَلَى العالم لازم وفريضة وليس بتطوع، ما كان له الويل فِي السكوت عنه وفي ترك تعليمه، والله تعالى لا يؤاخذ من ترك التطوع، إنما يؤاخذ من ترك الفرائض، فتعليم الجاهل فريضة، فلذلك كان له الويل فِي السكوت عنه وترك تعليمه.

فاتقوا اللَّه تعالى فِي أموركم عامة وفي صلاتكم خاصة، واتقوا الله في تعليم الجاهل، فإن تعليمه فريضة واجب لازم، والتارك لذلك مخطئ آثم.


(١) ذكره البيهقي في شعب الإيمان برقم (٧٦٠١).
(٢) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (٤/ ٣٩٤)، من حديث أنس ، مطولًا. قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار برقم (٥٢٨): أخرجه الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس بسند ضعيف. قال المحقق أبو عبد الله محمود الحداد: (قلت: لفظ الحديث عنده: «ويل للعالم من الجاهل، وويل للجاهل من العالم». وهكذا رواه أيضًا أبو يعلى الموصلي. وأما قوله: «حيث لا يعلِّمه». فليس من أصل الحديث. والمعنى: ويل للعالم من الجاهل؛ حيث لم يعلِّمه معالم الدين، ولم يرشده إلى طريقه المبين، مع إنه مأمور بذلك، وويل للجاهل من العالم؛ حيث أمره بمعروف أو نهاه عن منكر، فلم يأتمر بأمره ولم ينته بنهيه، إذ العالم حجة الله على خلقه، ومعنى الويل: الخسران).

<<  <   >  >>