للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالضّرّة، وعطارد [٤] يسدي في حبل الحروب، على البلد المحروب [٥] ويلحمه، ويناظر على أشكالها الهندسيّة فيفحمه، والأحمر [٦] يبهر، وبعلمه الأبيض يغري وينهر، والمشتري يبدئ في فضل الجهاد ويعيد، ويزاحم في الحلقات، على ما للسّعادة من الصّفقات، ويزيد [٧] ، وزحل [٨] عن الطّالع [٩] منزحل [١٠] ، وعن العاشر [١١] مرتحل، وفي زلق السّعود وحل، والبدر يطالع حجر المنجنيق [١٢] ، كيف يهوي إلى النّيق [١٣] ، ومطلع الشّمس يرقب، وجدار الأفق يكاد بالعيون عنها ينقب.

ولما فشا سرّ الصباح، واهتزت أعطاف الرّايات بتحيّات مبشّرات الرّياح أطللنا [١٤] عليها إطلال الأسود على الفرائس، والفحول على العرائس، فنظرنا منظرا يروع بأسا ومنعة [١٥] ، ويروق وضعا وصنعة، تلفّعت [١٦] معاقلة الشّم للسّحاب ببرود،


[٤] عطارد، ويسمى- في عرف أهل المغرب- الكاتب: كوكب من السبعة السيارة. واقترانه بزحل يدل على الخسف والزلزال، وبالمريخ يدل على الشدائد.
[٥] المحروب: المسلوب المال، المنهوب.
[٦] الأحمر وهو المريخ: دليل على الحروب وأصحابها، فإذا كان في البرج الرابع من الطالع، دل ذلك على كثرة القتل في الحروب، وشدة الهول.
[٧] زحل، والمشتري، والمريخ، إذا اقترنت بعضها ببعض، أو تناظرت، بأن كانت ناظرة بعضها إلى بعض نظر عداوة، وذلك عند التربيع والمقابلة- إذا حصل ذلك عند حلول الشمس برأس الحمل، فان ذلك يدل على وقوع حرب.
[٨] رحل، وهو كيوان: إذا اتصل به القمر اتصال عداوة، فان ذلك يدل على البلايا والرزايا.
[٩] الطالع: هو البرج الّذي على الأفق الشرقي.
[١٠] زحل عن مكانه: زل، وحاد.
[١١] العاشر: هو البرج الّذي يقع فوق سمت الرأس.
[١٢] المنجنيق (بفتح الميم وكسرها) : آلة لرمي الحجارة على العدو في الحرب. شفاء الغليل ص ١٣٣.
[١٣] النيق: أرفع موضع في الجبل.
[١٤] أطللنا عليها: أشرفنا عليها.
[١٥] منعة: قوة تمنع من يريده بسوء.
[١٦] تلفع: تلحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>