للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به، فإنه لم يأت بحديث منكر، لكن الشيخين لم يخرّجاه، وهو عزيز الحديث؛ أسند خمسة عشر حديثا) (١).

قلت: وهذا لا يفيد كبير شيء؛ لأنَّه لا يلزم حتى يضعف أن يأتيَ بمتن منكر.

وإنِّي لفي شكّ من الرواية التي نسبت للدوري عن ابن معين بأنه (صالح)؛ لما تقدم، فما ذكرها ابن أبي حاتم، ولا العقيلي، ولا ابن عدي، وإنما اقتصروا على التضعيف عن ابن معين.

فتبين أن تحسين الترمذي ليس على ما اشتهر عند المتأخرين، وإنما هو تضعيف لهذا الحديث، خاصة أن ابن حبان وابن عدي قد ذكرا هذا الحديث في جملة ما يُستنكر عليه.

ومما يؤكد ما تقدم، وأن أبا عيسى لا يرى أن هذا الحديث محفوظ؛ أنه قد ذكره في "علله الكبير" مع حديثين آخرين لمحمد بن ثابت، وأنَّه سأل عنها البخاري فلم يعرفها، وقال: (لمحمد بن ثابت عجائب) (٢).

ويؤيد ما تقدم أيضا، قول الترمذي : (حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن محمد بن ثابت البناني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله : "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".

قال محمد بن علي: فقال لي جابر: يا محمد، من لم يكن من أهل الكبائر فما له وللشفاعة؟!

هذا حديث غريب من هذا الوجه) (٣).


(١) "سؤالات السجزي للحاكم" (ص: ٧٧).
(٢) (٥٨٢ - ٥٨٤).
(٣) "جامع الترمذي" (٢٦١٩)، وفي طبعتي أحمد شاكر (٤/ ٦٢٥) وبشار (٤/ ٢٣٢) زيادة: (يستغرب من حديث جعفر بن محمد).

<<  <  ج: ص:  >  >>