للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم؛ قال ابن عدي: (يكتب حديثه) (١)، والجواب عن ذلك: أن ابن عدي كثيرا ما يستعمل هذا اللفظة، وينظر هل قال عن راو - بعد أن ضعّفه -: لا يكتب حديثه؟ لم يقل عن أحد - فيما أعلم - أنه لا يكتب حديثه، وأعني أن يصرح بذلك تصريحا لا لبس فيه.

وقد سأل أبو عيسى شيخه البخاري عنه، فقال: (وسألت محمدا عن أبي اليقظان، فقال: شعبة يتكلم فيه، ولكن نحن نروي عنه) (٢).

قلت: وقول البخاري: (نحن نروي عنه)؛ يعني خارج "الصحيح"، وليس في الأحكام وإنما في الفضائل ونحوها، هذا إذا كان يعرف صحيح حديثه من سقيمه، وأما إذا كان لا يعرف ذلك فإنه لا يروي عنه، كما صرح بذلك عدة مرات (٣).

ولا يخفى أيضا أن باب الرواية غيرُ الاحتجاج، والتحملَ غير الرواية، فعند التحمل يتوسعون في ذلك، وعند الرواية تضيق الدائرة أكثر، وعند الاحتجاج تضيق الدائرة أكثر وأكثر.

١٣ - قال الترمذي : (حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن ثابت هو البناني، قال: حدثني أبي، عن أنس بن مالك، أن رسول الله قال: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: "حِلَق الذكر".

هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، من حديث ثابت، عن أنس) (٤).


(١) "الكامل" (٨/ ٤٩).
(٢) "العلل الكبير" (ص: ٣٩١).
(٣) ينظر: "الجامع" (١/ ٤٩٣) و (٣/ ٥٢)، "العلل الكبير" (ص: ٣٨٩ - ٣٩٤) للترمذي.
(٤) "جامع الترمذي" (٣٨٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>