قال ابن حجر: (قوله: "فأكون أول من يفيق" لم تختلف الروايات في "الصحيحين" في إطلاق الأولية، ووقع في رواية إبراهيم بن سعد عند أحمد والنسائي:"فأكون في أول من يفيق"، أخرجه أحمد عن أبي كامل، والنسائي من طريق يونس بن محمد، كلاهما عن إبراهيم، فعُرف أن إطلاق الأولية في غيرها محمول عليها، وسببه التردد في موسى ﵇ كما سيأتي، وعلى هذا يحمل سائر ما ورد في هذا الباب، كحديث أنس عند مسلم رفعه:"أنا أول من تنشق عنه الأرض" وحديث عبد الله بن سلام عند الطبراني.
قوله:"فإذا موسى باطش بجانب العرش" أي آخذ بشيء من العرش بقوة، والبطش الأخذ بقوة، وفي رواية ابن الفضل:"فإذا موسى آخذ بالعرش"، وفي حديث أبي سعيد:"آخذ بقائمة من قوائم العرش"، وكذا في رواية محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
قوله:"فلا أدري أكان ممن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله" أي: فلم يكن ممن صعق، أي: فإن كان أفاق قبلي فهي فضيلة ظاهرة، وإن كان ممن استثنى الله فلم يصعق فهي فضيلة أيضا. ووقع في حديث أبي سعيد:"فلا أدري كان فيمن صعق -أي: فأفاق قبلي- أم حوسب بصعقته الأولى" أي: التي صعقها لما سأل الرؤية، وبين ذلك ابن الفضل في روايته بلفظ:"أحوسب بصعقته يوم الطور".
والجمع بينه وبين قوله:"أو كان ممن استثنى الله": أن في رواية ابن الفضل وحديث أبي سعيد بيان السبب في استثنائه، وهو أنه حوسب بصعقته يوم الطور، فلم يكلف بصعقة أخرى، والمراد بقوله:"ممن استثنى الله" قوله: ﴿إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾، وأغرب الداودي الشارح، فقال: معنى قوله: "استثنى الله" أي: جعله ثانيا، كذا قال، وهو غلط شنيع، وقد وقع في مرسل الحسن في "كتاب البعث" لابن أبي الدنيا في هذا الحديث: "فلا