للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنا وكيع، قال: حدثني الأعمش، عن المَعْرُور بن سُوَيد، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله : "تعبد عابد من بني إسرائيل، فعبد الله في صومعته، ستين عاما، فأمطرت الأرض، فاخضرت، فأشرف الراهب من صومعته، فقال: لو نزلت فذكرت الله لازددت خيرا، فنزل ومعه رغيف أو رغيفان، فبينما هو في الأرض لقيته امرأة، فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها، ثم أغمي عليه، فنزل الغدير يستحم، فجاءه سائل، فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين أو الرغيف، ثم مات، فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية، فرجحت الزنية بحسناته، ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته، فرجحت حسناته فغفر له".

قال أبو حاتم: سمع هذا الخبر غالب بن وزير عن وكيع ببيت المقدس، ولم يحدث به بالعراق، وهذا مما تفرد به أهل فلسطين عن وكيع) (١).

قلت: هذا حديث منكر، ويظهر أن غالب تفرد به عن وكيع (٢).

فيلاحظ عليه - كما مر في الأمثلة - أنه قد اعتنى بهذا الأمر اعتناء بالغا.

وكذلك في حكمه على الرجال الثقات:

فقال في "المشاهير": (حُصَيْن بن نُمَير أبو عمر، من الأثبات في الروايات، وكان يغرب) (٣).

وقال عن علي بن المبارك: (من المتقنين وأهل الفضل في الدين، ممن يغرّب فيجود) (٤).


(١) "صحيح ابن حبان" (٣٧٨).
(٢) ينظر: "لسان الميزان" (٦/ ٣٠١).
(٣) "مشاهير علماء الأمصار" (١٤٠٨).
(٤) المرجع السابق (١٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>