للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - أنه لا ينكر غير المسلمين، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أسس دولة عاصمتها المدينة المنورة، وأنه قاد الجيوش في حروب مع أعداء الإسلام وأبرم المعاهدات كرئيس لهذه الدولة، فكيف يقبل من مسلم أن يقول: إن آيات الحكم المتعلقة بالنبي تخاطبه بوصفه قاضيًا لا حاكمًا سياسيًا.

والنتيجة أن مبدأ الأمة مصدر السلطات مقبولة في النظام الإسلامي، إذا طبق فيما يتعلق باختيار الحكام ومحاسبتهم وعزلهم، ويتعارض مع الإسلام فيما يتعلق بحق المجالس النيابية كسلطة تشريعية في التحليل والتحريم من دون الله تعالى (١).


(١) نشر بـ " الوطن " في ١١/ ٣ / ١٩٨٣، والجدير بالذكر أن الدكتور محمد عمارة قد أصدر كتابه " الإسلام وحقوق الإنسان " سنة ١٩٨٥ جاء به: «أن الأمة في الشورى الإسلامية هي مصدر السلطات وعليها عن طريق ممثليها مراقبة الحكومة ومحاسبتها وتغييرها إن جارت»: (ص ٥٣). ثم أصدر كتابه " الدين والدولة " سنة ١٩٨٦ رد فيه على العلمانيين وأوضح أن الدولة رغم طابعها المدني فهي من الإسلام كدين ولقد برأها من الكهانة والثيوقراطية ولا يقطع الصلات بين الدولة والدين على النحو الذي يدعيه العلمانيون: (ص ٤١).

<<  <   >  >>