للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحبون أن يتطهروا، عن عبد الله بن رواحة قال يوم البيعة: اشترط يا رسول الله لربك ولنفسك، قال: "أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهاليكم"، قال: فإن فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: "الجنة"، قال: ربح البيع لا نفيل ولا نستقيل، فأنزل الله بها هذه الآية (١)، واشترى الله من عباده ما يملكه عليهم إنما على سبيل التفضيل واللطف وهو كالاستقراض منهم وإيجاب الأجر لهم، أبو هريرة يحدث عن النبي -عليه السلام-: "تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة" (٢).

{التَّائِبُونَ} أي: هم التائبون، وقيل: رفع على المدح (٣)، {السَّائِحُونَ} السياحة هي رحلة الشتاء والصيف في الجهاد والحج وطلب العلم وزيارة المشايخ في بيوتهم وقبورهم (٤).

قال -عليه السلام- (٥): "سياحة أمتي الجهاد" (٦)، وقال -عليه السلام-: "الصوم


(١) ابن جرير (١٢/ ٦، ٧) وفيه انقطاع، وله شاهد عند ابن أبي حاتم (٦/ ١٨٨٦) عن جابر بن عبد الله.
(٢) البخاري (٢٩٥٥)، ومسلم (١٨٧٦) وغيرهما.
(٣) يريد المؤلف أن تكون: {التَّائِبُونَ} خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: هم التائبون. ويجوز أن تكون {التَّائِبُونَ} مبتدأ وخبره، {الْعَابِدُونَ} وما بعده أوصاف أو أخبار متعددة، وقيل: إن {التَّائِبُونَ} بدل من الضمير المتصل في {يُقَاتِلُونَ}.
[الكشاف (٢/ ٢١٦)، المحرر (٨/ ٢٨٥)].
(٤) زيارة المشايخ في قبورهم للدعاء لهم وتذكر الموت واليوم الآخر، أما زيارة قبورهم للتوسل بهم أو دعائهم أو سؤالهم أو الاستعانة بهم في كشف التفسير أو جلب النفع، فهذا كله من المحاذير الشركية الممنوعة شرعًا.
(٥) (السلام) ليست في "ي".
(٦) أبو داود (٢٤٨٦)، والطبراني في الكبير (٧٧٠٨، ٧٧٦٠) وفي مسند الشاميين (١٥٢٢)، وعنه ابن عساكر (٥٣/ ٢٨٩)، والبيهقي في السنن (٩/ ١٦١)، وفي الشعب (٤٢٢٦)، والحاكم (٢/ ٨٣) والحديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>