للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآيات، {وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} قريات لوط سميت بهذا لانقلابها ظهرًا على بطن (١)،وقيل: لإفك أهلها (٢).

{سَيَرْحَمُهُمُ} أي: سينيلهم ما أراد لهم من الخير في سابق علمه ومشيئته.

{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ} جمع بين صفة المنافقين (٣) وما وعد لهم في معادهم وصفة المؤمنين وما وعد لهم في معادِهم على سبيل الإطباق للجمع بين الوعد والوعيد والبشارة والإنذار، {عَدْنٍ} خلود وإقامة، تقول: عدنت بأرض كذا وكذا أَعدن وأُعدن عدُونًا وعدنًا ومنه المعدن، وسأل ابن عباس كعبًا عن العدن، فقال: هي الكروم والأعناب بالعبرانية (٤)، وعن عطاء: أنه نهر جناته على حافتيه (٥).

وعن الأعمش: وسط الجنة (٦)، وعن الكلبي: أعلى درجة في الجنة (٧)، {وَرِضْوَانٌ}: رفع بالابتداء وخبره {أَكْبَرُ}، ثم وهو يحتمل معنيين؛ أحدهما: الجنة من عنده ووعده خير من النار والعذاب المقيم، والثاني: إرضاؤه عنهم أكبر من وعده (٨) لهم؛ لأن الرضا يوجب أمن العافية ودوام العافية والجنة لا توجب ذلك، فإن آدم وحواء أُخْرِجَا منها على سبيل التأديب والتعذيب، وأخرج منها الطاووس والحية على سبيل


(١) روي ذلك عن قتادة أخرجه الطبري في تفسيره، وهي جمع مؤتفكة كما قال الزجاج: ائتفكت بهم الأرض، أي: انقلبت، والمادة تدل على التحول والتصرف، ومنه قوله تعالى: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩)} [الذاريات: ٩]، أي: يصرف.
[الطبري (١١/ ٥٥٥)، زاد المسير (٢/ ٢٧٧)].
(٢) في الأصل "أ": (أهلكها).
(٣) (المنافقين) من "ب" "ي".
(٤) الطبري (١١/ ٥٦٠)، وفيه بالسريانية بدل العبرانية.
(٥) الطبري (١١/ ٥٦٠).
(٦) ورد في تفسير (عدن وسط الجنة) عند القرطبي دون نسبة لأحد، وعزاه الشوكاني في فتح القدير (٩/ ٢٦٤) للقشيري.
(٧) البغوي (١/ ٧٣)، والقرطبي (٨/ ١٨٦).
(٨) في الأصل (وعد).

<<  <  ج: ص:  >  >>