للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في مدينة الجبارين وكان من ذرية لوط -عليه السلام- وكان يعرف اسم الله الأعظم فدعا به علي بني إسرائيل فحُبسوا في التيه أربعين سنة، فدعا موسى -عليه السلام- (١) بإذن الله تعالى بإنزاع (٢) الاسم الأعظم (٣) عنه. ويروى أنه كان في زمن يوشع -عليه السلام- لما حاصر يوشع هذه المدينة طلب بالق من بلعام أن يدعو عليهم وكان يعرفه أنه مجاب الدعوة فلم يفعل بلعام وقال: هؤلاء أولياء ربي (٤) لا أدعو عليهم، فرشا بالق امرأته بأموال كثيرة ولولو وحلي فاستزلته امرأته فركب أتانًا له وخرج إلى صومعته ليدعو علي بني إسرائيل فلم تسر تحته (٥) الأتان، فنزل عنها وتوجه إلى صومعته (٦) راجلًا، فاستقبله ملك من الملائكة وأخذ عليه الطريق فخر ساجدًا ودعا الله تعالى لتخليته فانكشف عنه الملك. فلما انتهى إلى الصومعة وتهيّأ للدعاء نسَّاه الله ذلك الاسم وصار كافرًا بعزمه على الدعاء لنصرة الكافرين على المؤمنين، فلما نسي الاسم غضب وسخط على ربه ورجع إلى بالق وعلمه حيلة وهي أن يسرح إلى بني إسرائيل جواري حسانًا ليزنوا بهن يخذلهم الله تعالى.

وعن مجاهد والمعتمر بن سليمان عن أبيه أن بلعام كان نبيًا (٧) وهذا محمول على أنه كان نبيًا عند نفسه أو عند الناس ويشبه (٨) الأنبياء


= مدينة الجبارين وكذا روي عن مجاهد، أخرجه الطبري في تفسيره (١٠/ ٥٦٨)، وانظر تفاصيل القصة عند الطبري (١٠/ ٥٧٦).
(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) في "ب": (بنزع).
(٣) الأعظم ليست في "ب".
(٤) في الأصل و"أ": (وهي).
(٥) في "أ": (تحت).
(٦) من قوله: (ليدعو) إلى قوله: (صومعته) ليست في "ب".
(٧) أخرجه الطبري في تفسيره (١٠/ ٥٧٤)، وابن أبي حاتم (١٦١٨) لكن من ذهب إلى أن بلعم كان نبيًا بعيد جدًا وغير صحيح لأن الله تعالى لا يمكن أن يختار لنبوته من علم أنه يخرج من طاعته بل يتحول إلى الكفر، ولذا خَطَّأَ ابن كثير هذا القول كما في تفسيره (٣/ ٥٠٩).
(٨) في "ب": (أو لشبه).

<<  <  ج: ص:  >  >>