للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اعتدوا في أمر السبت {حِيتَانُهُمْ} جمع حوت كغيلان جمع غول، والحوت السمكة، {شُرَّعًا} قال أبو عبيدة معمر: شوارع في الماء بادية، قال الليث حسان: شوارع رافعة رؤوسها {وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ} لا يفعلون السبت، والسبت (١) مصدر، وكذلك يحتمل معنيين: التشبيه بالإتيان أي لا تأتيهم شرعًا والثاني أن يبتدىء كما أخبرناك {نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.

{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ} قيل: الأمة السائلة المبالغون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قالوا هذه المقابلة بمسمع من المعتدين لتأكيد الزجر، وقيل: هم المداهنون، وقيل: هم المعتدون أنفسهم سألوا على وجه الاستهزاء.

{فَلَمَّا عَتَوْا} الآية كالبدل عن الآية الأولى {قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} كالبيان للعذاب البئيس.

{تَأَذَّنَ} وأذن بمعنى كتوعّد وأوعد، وعن الزجاج (٢): معناه تألَّى ربك و (المبعوثون) هم المسلطون عليهم من كافر ومسلم، وفي فحوى الآية بشارة لنا بالاستيلاء على الدجال وأتباعه ودلالة على بقاء بقية من هؤلاء الأرجاس إلى انتهاء الدنيا مقهورين مسخرين.

{وَقَطَّعْنَاهُمْ} فرقناهم في أيام بخت نصر وبعده {وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ} الوصف {يَرْجِعُونَ} يتوبون.


(١) يجوز أن يكون لفظ سبت مصدر سبت إذا قطع العمل بقرينة ظاهر قوله: {وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ} [الأعرَاف: ١٦٣] فإنه مضارع سبت فيتطابق المثبت والمنفي، ويجوز أن يكون لفظ "سبتهم" بمعنى الاسم العلم لليوم المعروف من أيام الأسبوع، وإضافته إلى ضميرهم اختصاصه بهم بكونهم يهود، وإضافة الاسم إلى الضمير معروف في كلام العرب ومنه قول أحد الطائيين:
عَلاَ زيدنا يوم النقا رأس زيدكم ... بأبيض ماضي الشفرتين يَمَانِ
(٢) ذكره الزجاج في معاني القرآن (٢/ ٣٨٧) ومثله تَعَلَّمْ واعْلَمْ بمعنى، ومنه قول زهير بن أبي سلمى:
تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ الناسِ حيٌّ ... ينادي في شعارهمُ يسار
[ديوان زهير، ص ٣٠٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>