للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: إلى المقتول المصلوب، أي: قتلوه متوهمين لا بيقين أنه المسيح -عليه السلام-، وقيل: عائدة إلى المسيح ما قتلوه حقيقة ولكن على زعمهم، بل رد لكلامهم.

{لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} بعيسى، وعن عكرمة: بمحمد (١)، والجميع أنه عند معاينة العباس يؤمن بالجميع فلا ينفعه إيمانه {قَبْلَ مَوْتِهِ} - موت عيسى [-عليه السلام-] (٢) - يؤمنون به إذا أنزل من السماء.

وإنما قيد أخذ الربا بالنهي؛ لأنه ليس بمذموم قبل النهي في العقل قبله إلا أن فيه نوع كراهة فيوقف الذم على النهي بخلاف الضد، وأكل أموالط الناس وخص الكافرين منهم لأنهم لم يكونوا سواء.

والواو في قوله: {وَالْمُؤْمِنُونَ} للجمع بين صفتي القوم والمقيمين في محل الخفض عطفًا على الضمير في {مِنْهُمْ} أي: {الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} من حملة اليهود ومنِ غيرهم من المصلين، أو عطف على قوله: {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} أي هؤلاء [الراسخون يؤمنون بالمقيمين أيضًا وهم الأنبياء، وقيل: نصب على المدح (٣).


(١) من قال أنه عيسى روي ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ومجاهد والضحاك والحسن، ومن قال: "يؤمنن به" أي بمحمد - صلى الله عليه وسلم - روي ذلك عن عكرمة، وقد روى ذلك عنهم الطبري في تفسيره (٧/ ٦٧٠).
(٢) ما بين [...] من "ب".
(٣) أي أن "المقيمين" منصوب على المدح، وهو أظهر الأقوال، وهو منسوب لسيبويه وأبي البقاء.
والقول الثاني: أن يكون معطوفًا على الضمير في "منهم" أي: لكن الراسخون في العلم منهم ومن المقيمين الصلاة.
والقول الثالث: أن يكون معطوفًا على الكاف في "إليك" والتقدير: يؤمنون بما أنزل إليك وإلى المقيمين الصلاة وهم الأنبياء.
القول الرابع: وينسب إلى الكسائي: أن يكون معطوفًا على "ما" في قوله: {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} أي: يؤمنون بما أنزل إلى محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وبالمقيمين.
[المحرر (٤/ ٣٠٨)، الإملاء (١/ ٢٠٢)، البحر (٣/ ٣٩٥)].

<<  <  ج: ص:  >  >>