كما أن الخ ت م يكون علي القلوب والأسماع، وأن الغشاوة تكون على الأبصار، ومنه قوله تعالى: {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً}. [مقدمة المفسرين للبركوي (١/ ٢٣٥)؛ وتفسير النسفي (١٤/ ١)؛ والكشاف (١/ ٢٦)؛ وأضواء البيان (١/ ١١٠)]. (١) والقلب: مضغة من الفؤاد معلقة بالنياط، قاله أبو منصور الأزهري، ويطلق القلب ويراد به العقل، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} أي: عقل. وتُجْمَع على قلوب وأَقْلُب، والقلب أخصّ من الفؤاد في الاستعمال، ومنه قول الشاعر [ينسب لوبرة بن جحذ]: ليتَ الغرابَ رَمَى حمَاطَةَ قلبهِ ... عَمْرٌو بأسهمِهِ التي لم تُلْغَبِ [تهذيب اللغة "قلب" (٩/ ١٧٢)؛ اللسان "قلب" (١١/ ٢٧١)]. (٢) قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} [الأنعام: ١١٠]، وقوله عليه الصلاة والسلام: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" أخرجه الترمذي (القدر باب ٧) والإمام أحمد (١٨٢/ ٤) وسنده صحيح. ومنه قول الشاعر: وما سمي الإنسان إلا لنسيِهِ ... ولا القلبُ إلا أنه يتقلَّبُ (٣) أي أنه لما أضاف السمع إلى الجماعة دلَّ على أنه يراد به إسماع الجماعة، ومنه قول الشاعر [ينسب لعلقمة الفحل]: بها جِيَفُ الحَسْرَى فأما عِظَامها ... فبيضٌ وأما جِلْدُهَا فصَلِيبُ يريد جلودها. وقول المُسَيَّب بن يزيد: لاتنْكِروا القتلَ وقد سُبينا ... في حَلْقِكُم عَظْمٌ وقد شجينا يريد: حلوقكم. =