للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجنة فذكره.

٩٠٨٣ - "من يرائي يرائي الله به، ومن سمع سمع الله به (حم ت هـ) عن أبي سعيد (ح) ".

(من يرائي) يظهر للناس العمل الصالح (يرائي الله به) أي يطلع الناس أنه عمل عمله للناس بفضحه على رؤوس الأشهاد (ومن سمع) بتشديد الميم: أي يسمع الناس عمله كأن المراد يخبرهم بما عمله من أنواع البر (سمع الله به) يظهر للخلائق سريرته وتقدم عدة أحاديث في هذا الشأن (حم ت هـ (١) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه.

٩٠٨٤ - "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين. (حم ق) عن معاوية (حم ت) عن ابن عباس (هـ) عن أبي هريرة" (صح).

(من يرد الله) بضم حرف المضارعة (به خيرًا) كثيرًا عظيمًا (يفقهه في الدين) يفهمه أسرار أمر الشرع. قال الغزالي (٢): حقيقة الفقه في الدين ما وقع في القلب ثم ظهر على اللسان فأفاد العمل فأورث الخشية والتقوى، قال: وأما الفقه الذي هو معرفة الأحكام الشرعية فقد استحوذ على أهله الشيطان واستغواهم الطغيان وأصبح كل واحد منهم يعاجل حظه مشغوفًا فصار يرى المعروف منكرًا والمنكر معروفًا حتى ظل علم الدين مندرسًا وصار الهدى في الأقطار منطمسًا فتعين أن المراد علم الآخرة الذي هو فرض عين فنظر الفقيه بالأصالة إلى صلاح الدنيا ونظر هذا بالأصالة إلى صلاح الآخرة ولو سئل فقيه عن نحو الإخلاص أو التوكل أو وجه التحرز عن الرياء لما عرفه مع كونه فرض العين


(١) أخرجه أحمد (٣/ ٤٠)، والترمذي (٢٣٨١)، وابن ماجة (٤٢٠٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٦٠٩).
(٢) الإحياء (١/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>