للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تلك السنة - فاتفقوا على طلب قتلة عثمان وخرجوا إلى البصرة يدعون الناس إلى ذلك، فبلغ عليًا فخرج إليهم، فوقعت بينهم وقعة الجمل المشهورة (١)، وانتصر


(١) خلاصة الروايات الصحيحة في وقعة الجمل:
• كان علي يرى أن الأوجب أن تستقر أمور الخلافة أولًا، ولا يتعجل في التحقيق في ملف الفتنة، وملاحقة الجناة، وذلك لأن الفتنة حديثة العهد، والقتلة ينتمون إلى قبائل ولهم صلات بأهل بعض الأمصار، فإذا فعل ذلك اشتعلت الفتنة أكثر فلا بد من إطفاء النيران حتى تتوضح الأمور للناس وعندها يمكن القصاص من قتلة عثمان دون إثارة أية ضجة ولذلك أرسل عمارًا والحسن إلى الكوفة يوضحان لأهل الكوفة والمجاهدين فيها وأعيان البلد أن الواجب هو طاعة الإمام الأعظم فيما يقوم به من سياسة شرعية، وأنّ عليهم أن يطيعوا ولي الأمر، وأن طاعة الخليفة يقدم في هذه الحالة على طاعة السيدة عائشة على جلالة قدرها، فإنها اجتهدت في موقفها هذا، وقرار علي أصوب.
• فقد أخرج البخاري في صحيحه - (الفتح ٧/ ١٣٣) - عن أبي وائل قال: لما بعث علي عمارًا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمَّار، فقال: "إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها".
• وإليك رواية صحيحة توضح أن الهدف من خروج عائشة والزبير وطلحة ، كان للإصلاح بالإضافة إلى طلب الإسراع بالقصاص من قتلة عثمان .
• أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٥/ ٢٨٧ رقم ١٩٦٧٩) عن زيد بن وهب (فقال علي لطلحة والزبير: ألم تبايعاني؟ فقالا: نطلب بدم عثمان). إسناده حسن.
أي إن من مقاصد خروجهما الإسراع بالقصاص من قتلة عثمان ، وهذا مقصد واحد أرادا تحقيقه من خلال المصالحة بين الناس لا القتال.
• أخرج أحمد في المسند (٦/ ٥٢): لما أقبلت عائشة مياه بني عامر ليلًا نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلَّا أني راجعة، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ﷿ ذات بينهم. قالت: إن رسول الله قال لها ذات يوم: كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب). إسناده صحيح.
• وفي رواية أخرى لأحمد (٦/ ٩٧): (ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله قال لنا: أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب. فقال لها الزبير: ترجعين؟! عسى الله ﷿ أن يصلح بك بين الناس). إسناده صحيح.
قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (٦/ ٢١٢): وهذا الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه وصححه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (٢/ ١٧٨).
وهذا الحديث يدل على أن الإصلاح كان الهدف الرئيس لخروج عائشة والزبير وطلحة إلى جانب الإسراع بالقصاص من قتلة عثمان . =

<<  <  ج: ص:  >  >>