تقدَّم في المبحث السابق ضابط الزيادة، بأن يروي راوية الكتاب أو مَن دونه أحاديث الزيادات بإسناده، ولم تقتصر فائدة أصحاب الزيادات على ذلك، بل وجدت تعليقات لهم على أحاديث صاحب الكتاب المزيد عليه حوت فوائد تتعلَّق بتلك الأحاديث، وكانت الظاهرة المشتركة الملحوظة في هذه التعليقات أنَّهم لم يرووها بأسانيد مثل ما فعلوا في الزيادات، وعليه فلا يمكن عدُّها من الزيادات، ورأيتُ أنَّ إفرادَ هذه التعليقات بمبحث خاص بها أولى من إدراجها معها، وما فعله شيخنا الفاضل الدكتور / مسفر الدميني من عدِّه إحدى تعليقات أبي الحسن القطان على حديث من سنن ابن ماجه من الزيادات فيه نظر١.
ومِن تأمُّل تعليقات أبي إسحاق إبراهيم بن سفيان على صحيح مسلم خرجتُ بالفوائد التالية:
١ - بيان منهج الإمام مسلم في صحيحه، كما في التعليق رقم:(١) ، وهو نص مهمٌّ اعتمده كلُّ من كتب حول منهج الإمام مسلم.
٢ - بيان وهم في متن الحديث كما في التعليق رقم:(٢) .
٣ - توضيح معنى حديث رواه الإمام مسلم، حصل فيه تقديم وتأخير، وذلك كما في التعليق رقم:(٣) ، أو حصل فيه اختلاف في حركة لفظة في متن الحديث، كما في التعليق رقم:(٤) ، أوجدا معنى جديداً.
٤ - إيراد استشكال على بعض روايات الصحيح، يتضح منه الاختلاف والفرق بينهما، وذكر ما يدفع هذا الاستشكال، وذلك كما في التعليق رقم:(٥) .
٥ - توضيح رجل مبهم في متن الحديث، وذلك كما في التعليق رقم:(٦) .
١ انظر: زيادات أبي الحسن القطان (ص:٢٣) ، والزيادة التي تحمل الرقم: (٤٤) ، وهي على حديث أخرجه ابن ماجه في (٢/٩٣٨) (٢٨٠٧) .