للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: ما ترى فيما يعرض هؤلاء وهؤلاء؟ الذين يأمرونه بالاستقتال والذين يحصرونه على الخلع أو القتل - فقال: وما يعرضون عليك؟ فقال: أم هؤلاء فالاستقتال، ووالله ما أجد ما أمتنع به، ولا أمنعهم منه، وأما هؤلاء فإنهم يعرضون علي أن أخلعها وألحق بمنزلي، فوالله لهي أهون عليّ إن لم أؤجر عليها من قتالي، فقلت له: إن يستقتل يقتل أعلام الدين، ولا يبقى أحد، فلا يفعل، وأما ما عرض هؤلاء فلا تفعل، أمخلد أنت إذا خلعتها؟ قال: لا، قلت: فقتلوك إن أنت لم تخلعها؟ قال: زعموا ذلك. قلت: يملكون تعجيل يومك أو تأخيره؟ قال: لا. قلت: أيملكون لك جنة أو نار؟ قال: لا. قلت: فلا أرى أن تخلع قميصاً قمصكه الله، فيكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم خلعوه حتى لا يقوم لله دين، ولا للمسلمين نظام.

وأدخل معي في ذلك غير، ففعل، فأدخل في ذلك من شهده أو غاب عنه، فاجتمع الملأ أن الخير في الصبر. فقال: اللهم إني أشري نفسي في صلاح الدين. فجاد والله بنفسه نظراً لله ولدينه" (١).

وتقدم ما يشهد لحوار عثمان مع ابن عمر رضي الله عنهما في شأن عرض الخارجين على عثمان، على عثمان الخلع (٢)


(١) تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ٣٦١).
(٢) انظر الملحق الرواية رقم: [٥٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>