للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧ - قال الطبري: كتب إليّ السري عن شعيب عن سيف عن بدر (١) بن عثمان عن عمه (٢) قال:

لما بايع أهل الشورى عثمان، خرج وهو أشدهم كآبة، فأتى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنكم في دار قلعة، وفي بقية أعمار، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه، فلقد أتيتم، صبحتم أو مسيتم، ألا وإن الدنيا طويت على الغرور، فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور. اعتبروا بمن مضى ثم جدوا ولا تغفلوا، فإنه لا يغفل عنكم. أين أبناء الدنيا وإخوانها الذين آثاروها وعمروها، ومتعوا بها طويلاً، ألم تلفظهم؟ ارموا الدنيا حيث رمى الله بها، واطلبوا الآخرة، فإن الله قد ضرب لها مثلاً، وللذين هو خير، فقال عز وجل: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} (٣) إلى قوله {أَمَلاً} (٤) وأقبل الناس يبايعونه" (٥).


(١) لم أعرفه.
(٢) لم أعرفه.
(٣) سورة الكهف، الآيتان (٤٥ - ٤٦).
(٤) سورة الكهف، الآيتان (٤٥ - ٤٦).
(٥) تاريخ الأمم والملوك (٤/ ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>